أسابيع حاسمة أمام لبنان لتحديد صورة المرحلة… تسوية أو تصعيد عسكري؟

لا حديث للبنانيين سوى الحرب وتداعياتها، اذ تشتد المخاوف من شنّ الجيش “الاسرائيلي” المزيد من الاعتداءات التي لم تتوقف لغاية اليوم، لا بل الى تفاقم بعد اكثر من 18 غارة “اسرائيلية” على بعض المناطق البقاعية والجنوبية خلال اليومين الاخيرين، وبصورة خاصة عصر امس الاحد على الناقورة وقرب مركز الامن العام في بلدة النبي شيت في البقاع الشمالي، ما ينذر بأنّ التحذيرات التي اطلقها الموفد الاميركي توم برّاك في موقفه الاخير قابلة للتنفيذ، وسط ما يرد بشكل شبه يومي من الديبلوماسيين العرب والغربيين الى كبار المسؤولين اللبنانيين، عن حرب جديدة ضد لبنان  يستعد لها “الاسرائيليون”، ستكون الاخيرة قبل الوصول الى تسوية على غرار ما يجري في المنطقة، بعد رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد، او حصول تصعيد عسكري سيطول أمده لانّ حزب الله يرفض البحث في السلاح  ما دامت ” اسرائيل” تحتل النقاط الخمس في الجنوب، وتواصل قصفها  للقرى الجنوبية والبقاعية ومسيّراتها تحلّق يومياً في الاجواء اللبنانية، كما يرفض الحزب التفاوض المباشر مع “الاسرائيليين”، وهذا ما يردّده الامين العام الشيخ نعيم قاسم، مع إشارته قبل ايام قليلة الى” انّ حزب الله قد تعافى وعناصره باتوا جاهزين من جديد لأي حرب مرتقبة، لانّ  المقاومة أعادت تنظيم صفوفها واستراتيجيتها الدفاعية”.

هذه الاجواء القاتمة التي تؤكد حصول حرب مرتقبة، يلفت اليها ايضاً مصدر امني لـ “الديار” ويقول:” تلقينا تحذيرات من مجمل الموفدين الغربيين والعرب الذين زاروا لبنان منذ فترة، بأنّ “إسرائيل” تُعدّ  لعملية عسكرية كبرى على لبنان، قد تكون مشابهة لسيناريو غزة من حيث الأهداف من دون اجتياح برّي، مع عمليات على مواقع محدّدة في الجنوب والبقاع، وكشف من ناحية اخرى أنّ مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الذي سيزور بيروت قريباً، وليوم واحد للقاء رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وقائد الجيش،  سيحمل في جَعبته رسالة تحذيرية من حرب واسعة على لبنان، في حال لم يُحل ملف السلاح بأسرع وقت ممكن، والموقف عينه ستردّده الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس اليوم الاثنين خلال زيارتها بيروت، اي انّ التنبيهات ستكون على خطوط مفتوحة ومتواصلة، ويتبعها في ذلك زميلها توم برّاك الذي سيتجه الى لبنان مطلع الشهر المقبل للغاية عينها.

الى ذلك رأى المصدر الامني أنّ التهويل سيكون سيّد الموقف، في الرسائل التي ستصل تباعاً من الموفدين المذكورين الى المسؤولين اللبنانيين، مستبعداً اي حرب واسعة او شاملة، لكن لا شك ستستمر على غرار ما يجري يومياً، اي غارات وقصف وعمليات اغتيال لعناصر من الحزب، ومسيّرات يومية فوق مجمل المناطق اللنبانية للترهيب والتصعيد المتدرّج،  بهدف الوصول  الى تسوية ستطبخ على نار هادئة، بالتزامن مع مجيء قداسة البابا لاوون الى لبنان نهاية الشهر المقبل، الذي أدخل البعض زيارته ضمن شائعة التأجيل قبل ايام قليلة، ليؤكد حصول حرب ضد لبنان، فيما سارع رئيس المجلس الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم الى نفي ذلك، واصفاً إياها بالشائعة المغرضة، طالباً من وسائل الاعلام توخي الحذر واخذ الخبر اليقين منه شخصياً في ما يخص زيارة قداسته الى لبنان.

هذا النفي يؤكد أنّ لبنان امام محطة تاريخية ومفصلية ستحققها الزيارة المنتظرة، وبالتأكيد لن تترافق مع حروب ومعارك وتوترات امنية، بالتزامن مع تواصل ديبلوماسي من عواصم القرار مع الاميركيين لضبط “إسرائيل” ووقف اعتداءاتها على لبنان، كما يجري الفاتيكان اتصالات  لتأمين ظروف مناسبة لزيارة البابا والسعي لإنجاحها، لانّ لبنان واللبنانيين ينتظرونها اذ تحمل الكثير من المعاني لهم خصوصاً للمسيحيين، لانها تعطيهم دفعاً قوياً في مرحلة دقيقة وحساسة، كما تعطي الشعور عينه لمسيحيي الشرق، الذين ما زالوا يعانون الاضطهاد في بلدانهم ويدفعون ثمن تغيرات المنطقة وسياستها.

وعلى الخط اللبناني فالاتصالات ايضاً قائمة بقوة مع واشنطن لمنع اي تهوّر”إسرائيلي” سيؤدي الى إلغاء الزيارة او تأجيلها، وفي حال حصل ذلك ستكون سقطة كبيرة لـ “الإسرائيليين” امام الرأي العام العالمي، بعد منع رسول السلام من القيام بمهمته ومجيئه الى دولة يُعتدى عليها يومياً للوقوف الى جانبها.

أسابيع حاسمة أمام لبنان لتحديد صورة المرحلة… تسوية أو تصعيد عسكري؟ .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...