مسعى مصري لاستنساخ تفاهمات غزة في لبنان

يستعد لبنان لأسبوع دبلوماسي يشهد انعقاد اجتماع جديد للجنة مراقبة وقف إطلاق النار «الميكانيزم»، برئاسة رئيسها الجديد الجنرال جوزيف كليرفيد، وحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وزيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ومدير المخابرات المصرية حسن رشاد، في ظل معلومات تتحدث عن مرور أخير للمبعوث الأميركي توم براك على بيروت، حيث من المرجح أن يصبح السفير الأميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى، الذي سيصل إلى لبنان قبل 10 نوفمبر، المسؤول عن الملف اللبناني بالكامل.

تصب كل هذه الزيارات بخانة حث الدولة اللبنانية على تكثيف تحركاتها لأجل سحب سلاح حزب الله وحصره بيدها واستكمال انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، والعمل على تجنب تصعيد واسع قد تبادر إليه إسرائيل.

وتأتي أورتاغوس إلى بيروت قادمة من إسرائيل، بعد عقدها لقاءات مع المسؤولين هناك للبحث في مصير اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نوفمبر 2024، والذي قال براك إن صلاحيته انتهت فعلياً، في حين لايزال لبنان الرسمي يركز في اتصالاته مع المسؤولين الأميركيين على ضرورة وقف الضربات الإسرائيلية وخفض التصعيد طالما أن الدولة اللبنانية ملتزمة بمسار سحب السلاح، وأنها تحتاج إلى وقت لتطبيق ذلك، مع التشديد على أن مواصلة التصعيد الإسرائيلي يعوق عملية حصر السلاح ويعرقل مسار انتشار الجيش.

ويراهن لبنان في ذلك على إمكانية إقناع واشنطن بالعمل على وضع مسار واضح لتراجع الضربات الإسرائيلية وصولاً إلى وقفها، في مقابل أن يكثف الجيش اللبناني من تحركاته لحصر السلاح، خصوصاً أن المصادر المتابعة تؤكد أن الجيش يحقق المزيد من التقدم في مهمته، وهو يعمل بصمت ويكتشف مواقع الحزب، ويعمل على احتواء السلاح، إذ إنه حتى ولو لم يتم تفجير هذه المواقع أو تفكيكها وسحب السلاح منها، يتم العمل على إغلاق مداخل ومخارج هذه المواقع ومنع استخدام السلاح أو تحريكه.

وبحسب المعلومات هناك من يشير إلى أن إسرائيل لا تزال تلتزم بالمهلة التي تم وضعها، وهي حتى شهر يناير المقبل، وأنه في حال لم يكن لبنان قد حقق المطلوب منه على طريق سحب السلاح فحينها ستلجأ إسرائيل إلى تكثيف وتصعيد عملياتها العسكرية.

في هذا السياق، فإن لبنان سيتلقى المزيد من الرسائل التي تصب في هذا الاتجاه، وربما في هذا الإطار تندرج زيارة رئيس المخابرات المصرية لبيروت الذي لعب دوراً بارزاً في التوصل إلى اتفاق غزة، خصوصاً في ضوء معلومات تفيد بأن مصر تبدي تخوفها من احتمالية زيادة التصعيد الإسرائيلي.

وبحسب المعلومات سيطرح المسؤول الاستخباري المصري مع المسؤولين اللبنانيين إمكانية انتاج اتفاق مماثل في لبنان مع حزب الله يرتكز إلى ورقة شبيهة بورقة البنود ال20، تتضمن خريطة واضحة للانسحاب الإسرائيلي وتفاوضا مباشرا بين تل أبيب وبيروت على قاعدة التفاهم لمعالجة ملف السلاح بدلاً من الصدام، ذلك لا ينفصل بحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية عن محاولات مصرية للعب دور تفاوضي بين إيران والولايات المتحدة.

مسعى مصري لاستنساخ تفاهمات غزة في لبنان .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...