“دولارات مجمدة” في لبنان… ما قصتها؟

“دولارات ممنوعة من التداول”، “دولارات سوداء” أو “دولارات مجمّدة”، كلها مفردات تُطلق على دولارات أميركية حقيقية من حيث الطباعة والتصميم، لكنها ممنوعة من التداول بقرار من الخزانة الأميركية، وذلك بعد نشر أرقامها التسلسلية. هذه الفئة من العملة ليست مزوّرة أو مقلّدة، بل هي أصلية تماماً، صادرة عن مطابع الخزانة الأميركية، غير أنّها دخلت الأسواق بطريقة غير شرعية بعدما سُرقت أو نُهبت من دول شهدت اضطرابات كبرى مثل العراق وليبيا، وقصتها ليست بجديدة، وقد أشيع أنها خرجت من العراق وليبيا إلى دول من بينها لبنان.

لكن ما أعاد الحديث عنها أخيرا هو البلاغ الذي نشرته شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، وجاء فيه: “في إطار المتابعة المستمرّة التي تقوم بها قوى الأمن الدّاخلي لمكافحة عمليات السرقة والاحتيال في مختلف المناطق اللبنانية، توافرت معطيات لشعبة المعلومات عن تعرّض عدد من المواطنين لعمليات سرقة بطريقة احتيالية ينفّذها مجهولون يقومون باستدراج ضحاياهم، من خلال إيهامهم بأن لديهم “دولارات مجمّدة” للبيع. وعند التقائهم بالضحية، يسرقون أموالها بطريقة احتيالية ويتوارون عن الأنظار”. وأضاف البلاغ: “لا وجود لما يسمى دولارات مجمدة، وهذه عبارة عن عمليات نصب واحتيال”.
فهل هذه الظاهرة لا تزال فعلا في لبنان؟ وهل من السهل استخدامها من المستهلك في السوق اللبنانية؟

مصدر مصرفي أكد لـ”النهار” أن هذه الأموال، وخصوصا فئة الـ100 دولار منها كانت موجودة في لبنان سابقا ولا تزال، ولكن ليس بكميات كبيرة، ويستبعد أن تملك أي جهة، أكانت أفرادا أم شركات، مبالغ كبيرة من هذه الفئات بما يسمح لها بالمتاجرة بها.

أما خبير المخاطر المصرفية الدكتور محمد فحيلي فقال إن تعبير “دولارات مجمدة” غريب في عالم تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، مضيفا: “عندما يأتي من يحمل الدولارات الممنوعة من التداول في أي مصرف لبناني، يفترض أن يحتجزها المصرف ويبلغ السلطات الأمنية المختصة”.

وبحسب فحيلي فإن “المواطن العادي لن يتعرف إلى هذه الأموال إذا وصلت إلى يده، كذلك معظم الصرافين غير الموصولين تقنيا بمعلومات من هذا النوع، وإمكان تداولها في لبنان وارد كثيرا، إذ إن المتاجر غير موصولة بهذه المعلومات، ويبقى ضبطها شبه مستحيل لكون الخزانة الأميركية لا تتعامل مع كل الناس وكل الجهات”.

بعد أكثر من عقد من سرقتها لا تزال هذه الدولارات وسيلة بيد من يريد الاحتيال، وأغلب الظن أن من أوقفتهم قوى الأمن الداخلي لا يملكون ولا حتى دولارا واحدا مجمدا، وجل مبتغاهم لفت الناس بعنوان جذاب وله صلة بواقعة حاصلة فعلا.

“دولارات مجمدة” في لبنان… ما قصتها؟ .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...