تتجه أنظار العالم على اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عطلة عيد الميلاد في ولاية فلوريدا، نظراً لما ستخرج به هذه القمّة من قرارات تتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً إيران ولبنان في لحظة إقليمية دقيقة تُعاد فيها صياغة الأولويات ويتسارع فيها إيقاع الحسم. فالمنطقة اليوم لم تعد تسأل إن كانت الحرب ستقع، بل أين ستقع؟ وما هو نصيب لبنان وتحديداً “الحزب” منها؟
في هذا الإطار، يؤكّد الصحافي والمحلّل السياسي جوني منيّر أنّ “القمة ستؤثّر من دون أدنى شكّ على الملف اللبناني، كونها ستحدّد وجهة التفاهم بين نتنياهو وترامب حول ملفات متعدّدة، من بينها الحرب على إيران وما ينتظر لبنان”. ويشير منيّر، في مقابلة مع موقع mtv “إلى وجود تقاطع أميركي–إسرائيلي حول كيفية إدارة الملف اللبناني، موضحاً أنّ “الأميركيين سيسمحون لإسرائيل بشنّ ضربة على لبنان، لكن ضمن قواعد وحدود وخطوط حمراء واضحة”.
ويُضيف أنّ النقطة المفصلية في هذا التفاهم تكمن في تحييد الدولة اللبنانية ومصالحها عن أي ضربة إسرائيلية محتملة، معتبراً أنّ “ترامب قد يطلب ألا تطال أي عملية عسكرية البنية الرسمية للدولة، ما يعني عملياً حصر الاستهداف بإطار أمني ضيّق”.
في موازاة ذلك، كشفت تقارير غربية متقاطعة أنّ نتنياهو سيدخل القمّة واضعاً إيران في صلب النقاش، باعتبارها مصدر التهديد الاستراتيجي الأول لإسرائيل. غير أنّ البحث، وفق هذه المعطيات، لن يتمحور حول مبدأ المواجهة بحد ذاته، بل حول تفاصيلها الدقيقة: التوقيت المناسب، الأدوات العسكرية والسياسية، مستوى الحدّة، المدّة الزمنية، وحدود التصعيد.
أما لبنان، فلا يبدو أنه سيكون هدفاً استراتيجياً مستقلاً في هذه المرحلة، بل ساحة ستتلقّى مفاعيل المواجهة الكبرى، ما سيبقي الجبهة اللبنانية تحت الضغط عبر ضربات محدودة ورسائل عسكرية تحت العنوان القديم المتجدّد: منع إعادة تسليح “حزب الله”، من دون الذهاب إلى حرب واسعة.
وفي هذا السياق، يحذّر منيّر من أنّ المرحلة المقبلة لن تكون هادئة، معتبراً أنّنا “مقبلون على سنة جديدة تحمل مؤشرات تصعيد وحماوة، لا سيّما في الملف اللبناني”.
بين ضربة كبرى لإيران وتصعيد مضبوط على الجبهة اللبنانية، يبقى لبنان رهينة معادلة السلاح غير الشرعي، حيث تُدار المواجهات بقرارات خارجية، وتُدفع كلفتها من استقرار الدولة واقتصادها. وأمام هذا الواقع، لا تبدو الحرب الشاملة الخطر الوحيد، بل استمرار العيش على حافة المواجهة من دون أي أفق أو حسم.
العينُ على قمة ترامب-نتنياهو… وهذا ما ينتظرنا العام المقبل .






