برز كلام رئيس الحكومة نواف سلام امس عقب استقباله في منزله في قريطم رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم.
بدا امس ان البلاد دخلت عطلة الميلاد ونهاية السنة بمعنى انحسار التطورات والنشاطات المتصلة بواقع الوضع في جنوب لبنان والدفع نحو هدنة من شأنها ان تجعل السلطة والوسط السياسي في لبنان يشرعان في مراجعة الاحتمالات التي ستترتب على نهاية المهل التي منحت للبنان بعد نهاية السنة في ملف نزع سلاح حزب الله كما حيال التحضيرات الفعلية للانتخابات النيابية المقبلة والتي تتخبط حيالها أيضا كل الحسابات والاحتمالات . ولذا ستكتسب الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء غدا الاثنين والمدرج على جدول أعمالها مشروع قانون الانتظام المالي واستعادة الودائع الذي اعلن رئيس الحكومة نواف سلام الجمعة إنجازه وشرح عناوينه العامة وهجا لناحية ترقب إقراره والترددات المالية والمصرفية والاجتماعية التي ستترتب على إقراره باعتباره ابرز القوانين المالية التي اقرتها الحكومة لمعالجة الفجوة المالية الناشئة منذ تاريخ الانهيار في العام 2019 .
وفي غضون ذلك برز كلام رئيس الحكومة نواف سلام امس عقب استقباله في منزله في قريطم رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، الذي أطلعه على تفاصيل ونتائج الاجتماع الأخير لهذه اللجنة. اذ أكد الرئيس سلام على الأثر أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني “باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وان الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، اي إلى شمال نهر الليطاني، استنادًا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة”.كما شدّد سلام على “ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، لتمكينه من الاضطلاع الكامل بمسؤولياته الوطنية”.
وكان رئيس مجلس الوزراء استقبل صباحاً في السرايا، رئيس الوزراء الأيرلندي الذي وصل الى بيروت لتفقد وحدة بلاده العاملة ضمن إطار قوات اليونيفيل في الجنوب. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان ولاسيما في الجنوب ، اضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعلى مقربة من احياء عيد الميلاد قام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس بزيارة مدينة طرابلس، يرافقه النائب البطريركي للشؤون القانونية والقضائية والمشرف العام على توزيع العدالة في الكنيسة المارونية المطران حنّا علوان، وذلك بدعوة من رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، لمناسبة اختتام السنة اليوبيلية التي أعلنها البابا فرنسيس، والاحتفال بيوبيل المكرّسين الذين أمضوا ما بين 25 و50 سنة في الخدمة الكهنوتية والرهبانية، تكريماً لعطائهم وتتويجاً لمسيرتهم. المحطة الأولى كانت في مطرانية الموارنة – قلاية الصليب، حيث كان في استقبال البطريرك الراعي، إلى جانب المطران سويف، لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وعدد من الشخصيات السياسية والرسمية، وأشاد الراعي بـ”العلاقات الإسلامية – المسيحية في طرابلس”، ومؤكداً أن “العيد لا يكتمل إلا بحضور المسلمين والمسيحيين معاً”. وقال: “إن طرابلس باتت نموذجاً مميزاً للعيش المشترك، حتى أصبحت “العاصمة الثانية للبنان” بما تحمله من حيوية ونشاطات جامعة”. وأكد أن “لبنان بلد متنوع ومتعدد، وأن هذا التنوع هو ثروته الأساسية التي شدد عليها البابا خلال زيارته للبنان”، معتبراً أن “السلام هو الخيار الدائم والأفضل، وأن طرابلس ستبقى مدينة السلام رغم كل التحديات”، داعياً إلى “ترسيخ ثقافة السلام والعيش معاً”.
ورأى النائب فيصل كرامي أن “زيارة البطريرك الراعي إلى طرابلس تحمل دلالات وطنية جامعة”، مذكّراً بالدور التاريخي للمدينة في الحفاظ على الحوار بين اللبنانيين. وأكد أن “المسؤولية تقع على عاتق الجميع في حماية هذا الحوار”، مشيراً إلى “دعوة البابا إلى الحوار قبل السلام”، ومشدداً على “ضرورة تحقيق السلام الداخلي وتوحيد اللبنانيين خلف الدولة وبناء دولة القانون والمؤسسات”، متمنياً أن “تكون السنة المقبلة سنة حضور فعلي للدولة في طرابلس وكل لبنان”.
من جهته، اعتبر النائب اللواء أشرف ريفي أن “زيارة البطريرك الراعي إلى طرابلس ذات مدلول وطني وإنساني كبير، وتؤكد خيار المدينة الثابت بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين”، مشيرا إلى أن “طرابلس مدينة التقوى والسلام، وأن هناك قراراً تاريخياً وصارماً بالعيش معاً رغم كل محاولات التشويه”.
المحطة الثانية من الزيارة كانت في كنيسة مار مارون، حيث ألقى البطريرك الراعي حديثاً روحياً مع المكرّسين، ثم ترأس قداساً احتفالياً عاونه فيه المطرانان علوان وسويف، ولفيف من الكهنة، في ختام يوم حمل أبعاداً روحية ووطنية جامعة، عكست صورة طرابلس كمدينة للحياة والسلام والعيش الواحد.ثم انتقل بعدها الراعي إلى دار الفتوى في طرابلس وفي استقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام والرئيس نجيب ميقاتي وسياسيون.
واما التطور البارز البعيد من يوميات المشهد السياسي فتمثل في حديث خاص لقناة “المشهد” امس، كسر عبره قبطان السفينة “روسوس” بوريس بروكوشيف صمته حيال قضية انفجار مرفأ بيروت، بعدما رفض الإدلاء باقواله امام المحقق العدلي اللبناني طارق بيطار في ملف انفجار المرفأ الذي زار بلغاريا خصيصا لاستجواب القبطان .
وأبرز ما جاء في حديث القبطان تأكيده أنه أبلغ السلطات الرسمية في مرفأ بيروت صراحةً بأن تخزين هذه الشحنة يشكل خطرًا كبيرًا، مشيراً إلى أن التوقف في بيروت كان اضطرارياً لأن الشحنة بدأت تشكل خطراً على سلامة السفينة نفسها . وأوضح أن الجهات الرسمية في بيروت هي من قامت بتفريغ الشحنة، وأبدى استغرابه الشديد من إفراغها في مخزن (عنبر) داخل المرفأ بدلاً من وضعها على عربات شحن لنقلها إلى خارج المرفأ فوراً. وشدد على أن المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع بالدرجة الأولى على من احتفظ بهذه المواد الخطرة وخزّنها طوال هذه السنوات، مؤكداً أنه لا يفهم سر احتفاظ السلطات بها طوال تلك المدة. وجدد التأكيد على أن السفينة لم تكن تقصد بيروت كوجهة نهائية، بل كانت متجهة أصلاً إلى موزمبيق . وأعرب عن تفاجئه حين علم أن الشحنة لا تزال موجودة في المرفأ بعد مرور 6 سنوات على تفريغها، مستنكراً محاولات الزج باسمه أو تحميله مسؤولية الانفجار، قائلاً: “لم يشرح لي أحد ما هي علاقتي بانفجار المرفأ أو ما هي مسؤوليتي”.
ومن شأن هذه التصريحات ان تضع الكرة في ملعب السلطات التي أدارت المرفأ آنذاك، معززةً الفرضية التي تقول بأن الإهمال في التخزين رغم التحذيرات التقنية كان السبب الرئيسي للكارثة.
سلام يجزم حاسماً بالاستعداد لشمال الليطاني… قبطان “روسوس” يكسر صمته: أبلغتهم بخطر الشحنة! .




