في خطوة بارزة شكلا وتوقيتا، لبى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، دعوة رسمية لزيارة هولندا، في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين لبنان والدول الأوروبية. فالزيارة التي اتت في توقيت حساس، وسط التحديات التي فرضها الغاء الزيارة التي كانت مقررة الى واشنطن، رافقها الكثير من التحليلات والتكهنات والتساؤلات، خصوصا ان اليرزة تحفظت بداية عن كشف وجهة “القائد”.
مصادر مواكبة لمسيرة العماد هيكل، أشارت الى ان رحلته الهولندية تصب في اطار الخطة التي وضعتها القيادة العسكرية، خدمة لهدف خطة تطوير الجيش وتأمين المساعدات له، لقيامه بواجباته، كما انها تأتي من ضمن سلسلة من الجولات على الكثير من الدول الشقيقة والصديقة، القادرة على المساعدة في تنمية القدرات العسكرية اللبنانية.
ووفقا للمصادر فان البحث بين هيكل والمسؤولين الهولنديين الذين التقاهم، سواء في قيادة الجيش او وزارة الدفاع، تركزت حول ثلاثة محاور رئيسية:
– اولا: التدريب العسكري المتقدم، خصوصا في مجالات الاخلاء الطبي، التعامل مع الذخائر غير المنفجرة. كما اطلع العماد هيكل على برامج التدريب الأوروبية في مجالات الأمن السيبراني، الاستخبارات، وإدارة الأزمات، مع إمكانية إرسال ضباط لبنانيين للتدريب في هولندا، ما يسهم في رفع كفاءة الجيش اللبناني، واستعداده لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية.
– ثانيا: دعم القدرات اللوجستية، لجهة تزويد لبنان بالمعدات والتجهيزات الضرورية والملحة والاساسية، التي تساعده في التعامل مع قرار “حصر السلاح”، حيث بحثت الزيارة دعم الجيش في مجال المعدات واللوجستيات، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي أثرت على صيانة الأسلحة والمركبات، بما سيساهم في رفع جاهزية الجيش، وتحسين قدرته على أداء مهامه الوطنية بكفاءة أعلى، من دون الاعتماد الكامل على الموارد المحلية المحدودة.
– ثالثا: تعزيز التعاون الدولي، لا سيما حفظ أمن المطارات، ومراقبة الحدود، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث لهولندا باع طويل في هذا المجال.
وتابعت المصادر بان خطة الجيش، تظهر حرص لبنان على توسيع شبكة علاقاته الدولية والدفاعية، مع مجموعة من الدول التي تربطها علاقة شراكة استراتيجية مع لبنان، ومن بين ابرزها الدول الاوروبية، نظرا للتقارب في المدارس والمناهج العسكرية المتبعة فيها وفي لبنان.
وذكرت المصادر، بان العلاقة بين الجيش اللبناني والمملكة الهولندية قديم العهد، حيث تقوم الاخيرة بتمويل مشاريع لصالح مديرية التعاون العسكري – المدني، والتي تستفيد من برامجها العديد من القرى الللبنانية، تحديدا في الاطراف والمناطق الحدودية، حيث نفذت عشرات المشاريع الذي ساهمت في تنمية المناطق الريفية، ابرزها مشاريع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وختمت المصادر، بالتأكيد ان العماد هيكل سائر على خطى سلفه، حيث هو مستعد للذهاب الى “آخر الدني” لتأمين الدعم اللازم للجيش، والاستفادة من اي “طاقة فرج” تفتح امامه، لتعزيز وضع المؤسسة وافرادها على كافة الصعد والمجالات.
هيكل يبحث عن دعم لوجستي وتدريبي في هولندا .




