يا دي النعيم

يطيب للشيخ نعيم أن يقصّ على جمهور متابعيه، في كل حلقة من مسلسل “منتصرون ولكن”، فصولًا مستعادة من حكايا الخيال، ويقولبها بأسلوبه الجذاب، والأسلوب هو الرجل نفسه كما كتب الكونت دو بوفون المتوفي في العام 1788، وأسمح لنفسي في هذا الاستهلال أن أسجل، للتاريخ، معارضة لبوفون، رضوان الله عليه، le style est Sheikh Naim

ولا يناقشني أحد في هذه المسلّمة. ولا يناقشنّ فهيمٌ الشيخ نعيم في سردياته وخيلائه.

لأن الشيخ نعيم عارف بالماضي والحاضر ومستقرئ للمستقبل، جلّ تمنياتي أن يرسل إلي عبر الواتس أب أرقام اللوتو الفائزة في سحب يوم الإثنين، هذا بما خص المستقبل الأقرب وأن يسحب وزراءه من هذه الحكومة الخانعة الخاضعة المستسلمة الآن الآن وليس غدًا، أما بشأن الماضي فحبذا لو توسّع حكواتي البيئة في شرح ظروف نشوء “دولة لبنان الحر” ولم يختصر كما فعل “هناك جزء من ‏اللبنانيين يريدون ‏قطعة من الأرض هناك، لكن الإشراف إسرائيلي، والدعم إسرائيلي، والتمويل إسرائيلي، ‏والأوامر إسرائيلية” أصبتم. وماذا كان أضرّكم شيخنا لو أضفتم “أن جزءًا من اللبنانيين أرادوا حكمًا إسلاميًا خمينيًّا في لبنان. لكن الإشرف إيراني والدعم إيراني والتمويل إيراني والأوامر إيرانية”؟ متى يروي لنا الشيخ الحكواتي قصة سعادة سفير إيران في دمشق علي أكبر محتشمي وتأسيس الحزب الإيراني في لبنان ويروي عطشنا إلى معرفة كيف يمشي المستقبل إلى الوراء؟

الحلو بالشيخ نعيم، قدرته على إيهام مستمعيه بالنصر. فالاستشهاد، بمعزل عن النتائج نصر. مش أبي نصر. وللمعارك رواتها”:

“معركة أولي البأس وقفت حاجزًا أمام الاجتياح الإسرائيلي الذي توقف عند حدود معينة في ‏جنوب لبنان، ولم ‏يستطع أن يتقدّم”.

قال شيخنا و”براو” عليه. وفي الأسبوع المقبل سيروي لنا كيف تحررت قرى الجليل وانتصرت غزة وباتت القدس في مرمى نيران المجاهدين. ما في شي بيكعى على الشيخ نعيم. بنصف ساعة يركب التوليفة.

ولأن الحكواتي ميّال بطبعه لخلق جدل فلسفي سأل “من هم خدّام إسرائيل؟” وأجاب على سؤاله ” هم الذين لا يدافعون عن مواطني ‏بلدهم، ولا يستنكرون عدوانية ‏إسرائيل، ويشاركون في الضغط لتحقيق المطالب الأمريكية الإسرائيلية‎.‎‏ ‏حتى لا تقولوا غدًا “اتهم هذه الجماعة أو تلك ‏الجماعة”، لا، الذين يملكون هذه الصفات الحمد لله ربما كل اللبنانيين لا يكون لديهم هذه الصفات”.

والإجابة حول خدّام إسرائيل تشمل أولًا من وفروا لإسرائيل بغبائهم وقصر نظرهم وجموحهم ومغالاتهم وأوهامهم، أمن حدودها الشمالية “ولا تستطيع إسرائيل أن تدّعي بأن أمنها معرض للخطر‎”. قال الحكواتي العائش في نعيم الذكاء المستدام تاركًا مستمعيه مع “يا دي النعيم”. بالفعل، من سمع الحكواتي شعر أن “الجو راق وارتاح البال واطمأن القلب الحيران… “.

يا دي النعيم .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...