زار وفد أميركي قوامه 12 شخصية من الخزانة الأميركية، بيروت في جولة استمرت 3 أيام التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، رئيس الحكومة نواف سلام، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير المال ياسين جابر في النبطية، وعددًا من النواب والوزراء في دارة النائب فؤاد مخزومي.
الوفد الذي ترأسه نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، سيباستيان غوركا، كان صريحًا جدًا مع المسؤولين اللبنانيين وبحسب معلومات “نداء الوطن” قال لهم إن لبنان أمام امتحان كبير يجب أن يُنجز خلال 60 يومًا والامتحان ليس بمادة وحيدة كما يقول أحد المشاركين في لقاءات الوفد لـ “نداء الوطن” بل بمواد كثيرة، فالمصدر يشبّه ما يطلبه الوفد الأميركي بالامتحان الحقيقي الذي يخضع له التلميذ بأكثر من مادة، وينتظر النتيجة أي العلامة التي تشكل خلاصة نتاجه، فإما ينجح أو يرسب، وهذا ما فسره الوفد الأميركي أمام من التقاهم بحيث قال إن المطلوب من لبنان “Package” ببنود واضحة:
– سحب سلاح “حزب الله”.
– تجفيف تمويله.
– الانخراط بمفاوضات مع إسرائيل ترسم المرحلة المقبلة على “السلام”.
– ضبط الحدود.
– إقرار الإصلاحات.
وتوقف الوفد عند مسألة “سحب سلاح “حزب الله” وحصره بيد الدولة” وقال رئيس الوفد “غوركا” للمسؤولين: “الحكومة اتخذت القرار وهو قرار جريء وممتاز، لكن المطلوب تنفيذ هذا القرار وسحب السلاح ليس فقط من جنوب الليطاني بل أيضًا من شمال الليطاني لتتمكن الدولة من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية”.
وعندما أجابه أحد الذين التقاهم: “لكن كيف يمكن للبنان أن يفعل ذلك كله في مهلة 60 يومًا فقط؟” قال “غوركا” عليكم أن تنزعوا السلاح من جنوب الليطاني وتثبتوا أن الدولة قادرة على سحب السلاح أيضًا من شمال الليطاني وأن تبرهنوا بعد انتهاء المرحلة الأولى أنكم ستنفذون المراحل اللاحقة. الأمر الذي جعل المسؤولين يفهمون أن المطلوب خطوات فعلية وليس فقط أقوالاً وهذه الخطوات تعني استكمال سحب السلاح من شمال الليطاني فعلاً وبإثباتات.
وأبلغ “غوركا” المعنيين أن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ضاق ذرعًا بوعود المسؤولين اللبنانيين وأنه بعد انقضاء مهلة الـ 60 يومًا فإن “ترامب” سيسحب يده من الملف اللبناني. وهذا ما فهمه المسؤولون في لبنان على أنه رسالة واضحة مفادها: “إما تنزعون سلاح “حزب الله” أو أننا لن نلجم إسرائيل بعد الآن وستتركون لمصيركم المرير”.
كذلك قال الوفد للمعنيين في لبنان: “لا تطلبوا منا لائحة بل اصنعوا أنتم هذه اللائحة، اتفقوا وتعالوا إلينا بـ “OFFER” جيد يؤمن البنود المطلوبة منكم والتزموا به”.
ولفت الوفد الأميركي أمام المسؤولين اللبنانيين إلى المعلومات التي تشير إلى استمرار وصول الأموال إلى “حزب الله” وقدّرها بين 700 مليون دولار ومليار دولار. ودعا الوفد المسؤولين اللبنانيين إلى ضرورة تجفيف مصادر تمويل “الحزب” وإقفال القرض الحسن، كما يجب أيضًا الانتقال من مرحلة الـ “Cash Economy” إلى مرحلة النظام المصرفي في لبنان والعمل على إعادة بناء الثقة بالنظام المصرفي عبر إقرار قانون الفجوة المالية وتطبيق قانون إعادة هيكلة المصارف.
وعلمت “نداء الوطن” أن الوفد الأميركي تحدث أمام أكثر من مسؤول التقاه عن “السلام” من بوابة المفاوضات مؤكدًا أنه تم توقيع ثماني اتفاقيات سلام “والحبل على الجرّار” في المرحلة المقبلة وعلى لبنان ألا يكون خارج خريطة السلام الدولية.
باختصار، لبنان أمام امتحان كبير بمواد كثيرة فإما ينجح ويدخل مرحلة الازدهار والتطور ويصبح “بتاسع سما” أو يرسب و”بيصير تحت تاسع أرض” ويفوته القطار.
والقرار كل القرار لدى الدولة التي عليها أن تختار بين “تاسع سما وتاسع أرض”!
وفد الخزانة الأميركية: تعالوا إلينا بـ “OFFER” واثبتوا نزع السلاح شمال الليطاني .





