قُبيل أيام من حلول السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله (27 أيلول/ سبتمتبر)، ينهمك الإعلام العبري بالكشف عن المزيد من التفاصيل حول عملية الاستهداف “التاريخية” خلال الحرب الأخيرة في لبنان.
وفي آخر التحديثات، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية معلومات تُفيد بأنّ “عملاء الموساد زرعوا أجهزة خاصة في المخبأ السري لنصرالله”.
فماذا في التفاصيل؟
تقول “يديعوت أحرونوت” إنّ “الاغتيال الذي غيّر وجه الشرق الأوسط عبر 83 قنبلة جوية، سبقته عملية ميدانية سرية للموساد، والذي أدخل معدات فريدة إلى قلب معقل نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، والمحاط بحراس حزب الله”.
عملاء موساد في قلب الضاحية
بحسب الصحيفة، فإنّ التحضيرات لعملية “البيجير” (17 أيلول / سبتمبر 2024) كانت أبسط مقارنةً بالتحضيرات لهذه العملية، التي جرت تحت النار ومع خطر داهم على حياة عملاء الموساد”.
وتضيف الصحيفة في تقريرها: “في أيلول/سبتمبر الماضي، وأثناء غارات سلاح الجو الإسرائيلي على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، تسلّل عدد من أشخاص إلى حي في حارة حريك حاملين طروداً مموّهة بإتقان، وكانوا يعلمون أنّه إذا قبض عليهم حزب الله فسيُعدمون، وإذا كُشف عن الأجهزة فستكون ضربة أمنية هائلة لإسرائيل”.
وفي تفاصيل العملية، فقد “تسلّل الأشخاص في الأزقة الضيقة، التصقوا بالجدران، وأملوا أن يكون مشغّلهم قد نسّق مع الجيش الإسرائيلي لئلّا يقصف سلاح الجو المسار الذي يسلكونه”.
وماذا عن الهدف؟ تؤكد يديعوت أحرونوت” في تحقيقها أنّ “الهدف كان مبنى سكنيّاً شاهقاً يُخفي تحته مقر القيادة الرئيسي والسري لحزب الله. وقد أفادت المعلومات الاستخبارية من وحدة 8200 وشعبة الاستخبارات العسكرية بأنّ نصرالله سيلتقي هناك بقائد فيلق القدس في لبنان الجنرال عباس نيلفوروشان، وقائد جبهة الجنوب في حزب الله علي كركي”.
جهاز من عالم الخيال العلمي
تكشف الصحيفة العبرية بأنّ “الأجهزة التي زُرعت في المخبأ جرى تطويرها عام 2022 على يد وزارة الدفاع، سلاح الجو، “رفائيل” و”إلبيت”، وتهدف إلى تمكين إصابة دقيقة للغاية للقنابل المخترقة للأعماق في تربة صخرية متفاوتة، إذ إنّ هامش انحراف بمتر واحد فقط كفيل بإفشال العملية”.
نقطة الصفر لعملية الاستهداف
في 27 أيلول/سبتمبر 2024، عند الساعة 18:20 مساءً، أسقطت عشرة طائرات إسرائيلية 83 قنبلة زنة طن لكل منها، من طراز BLU-109 الأميركي، مزودة بأنظمة توجيه متطورة، لتنفيذ عملية الاغتيال، فيما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت بمضاعفة عدد القنابل لضمان مقتل نصرالله.
الخدعة والعقيدة
تعتبر الصحيفة أنّ “دائرة العمليات في الجيش الإسرائيلي نفذت خدعة ذكية، عبر اغتيالات تدريجية، عملية “البيجر”، وتدمير مخازن الصواريخ الدقيقة، فيما كان نصرالله يتمسّك بـ”معادلة الردع” وبنظرية “خيوط العنكبوت”، مقتنعاً أن إسرائيل لن تجرؤ على استهدافه مباشرة، في حين كانت المفاجأة الإسرائيلية بشلّ الحزب وقيادته”.
ما بعد نصرالله
رغم اغتيال نصرالله، يُقدّر قسم الاستخبارات الإسرائيلية أنّ الأمن العام الحالي لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قادر على قيادة الحزب ورسم سياساته، وسط مؤشرات في الإعلام العبري بأنّ “حزب الله فقد الثقة من قاعدته الشيعية، لكنه ما زال يحتفظ بصواريخ ومسيّرات شمال نهر الليطاني”.
ويختم تحقيق “يديعوت أحرونوت” بالقول: “قصة نصرالله انتهت، لكن قصة حزب الله لم تنتهِ بعد”.