رصدت صحيفة “نيويورك بوست” في تقرير لها، الأحياء التي يعيش فيها معظم مرتكبي الجرائم الجنسية في مدينة نيويورك، التي تُعدّ من المدن الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة.
ووفقا لـ”نيويورك بوست”، يقيم ما يقرب من 6,000 مرتكب لجرائم جنسية خطيرة في مدينة نيويورك، حيث تسمح ثغرة قانونية للمدانين بالعيش بالقرب من المدارس وملاعب الأطفال وهذا أمر مخيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن بول براون، وهو مرتكب جريمة جنسية من التصنيف الثالث (الأكثر خطورة) – حيث يُعتبر المدان أكثر عرضة لتكرار الجريمة – قضى 7 سنوات في السجن لمحاولته اغتصاب طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات في براونزفيل، بروكلين، وفقا للسجلات ومصادر الشرطة. وأُفرج عن براون في تشرين الثاني 2009 وعاد إلى الحجز مرتين أخريين في عامي 2009 و 2012 لانتهاكات غير معروفة، وفق ما تُظهر السجلات.
لكن بسبب ثغرة في قانون الولاية – الذي يحظر على المعتدين الجنسيين العيش ضمن مسافة 1000 قدم من الملاعب والمدارس، أقله فقط في أثناء وجود الجاني تحت المراقبة أو الإفراج المشروط – يعيش براون (49 عاما) على بعد 450 قدما فقط من ملعب “إيدنوولد” (Edenwald Playground) و750 قدما من مدرسة “بي إس 112” (PS 112) في حي وايكفيلد بمنطقة برونكس.
وأُصيبت أُمّان محليتان، هما جينيفر راميريز وياكيرا كولون، بالرعب عندما علمتا بقرب هذا المعتدي من مدرسة أطفالهما وملعبهم – وأن ما يصل إلى 135 جانيا آخر يعيشون في منطقة رمزهم البريدي، وهو ثاني أكبر عدد من هؤلاء في المدينة.
وقالت كولون (34 عاماً) لصحيفة “نيويورك بوست”: “أنا مندهشة جداً لأنني اعتقدت أن المنطقة آمنة هنا”، مضيفة أن ولديها البالغين من العمر 10 و 6 سنوات وابنتها البالغة 8 سنوات يتواجدون في الملعب بشكل يومي تقريبا. وأضافت: “أشعر بالريبة الشديدة تجاه المنطقة الآن”.
واتفقت معها راميريز (40 عاماً)، التي لديها ابنة تبلغ من العمر 14 عاما، قائلة: “نعلم أن العديد من الأطفال يقولون لأمهاتهم: ماما، نريد الذهاب إلى الحديقة الآن، ثم يذهب الأطفال بمفردهم. ما الذي سيحدث إذا كان هناك مُفترِس؟ الأطفال لا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم. اعتقدنا أنها منطقة آمنة، لكنني لم أعد أشعر بالأمان”.
ووافقت كولون على الرأي قائلة: “إذا سمح الآباء لأطفالهم بالذهاب إلى المتنزه بمفردهم، فستكون هناك عواقب حقيقية بسبب هؤلاء الأشخاص غير الأسوياء عقليا. لكن الأمر صعب – إنها معضلة – لأن العديد من الآباء مضطرون للعمل ولا يمكنهم مرافقة أطفالهم طوال الوقت”.
تسمح الثغرة ذاتها للمجرم فيكتور غوارديولا، المصنف من المستوى الثالث – والذي أُدين في عام 2010 بالاعتداء الجنسي على حفيدته البالغة 10 سنوات، وارتكاب فعل الفاحشة مع طفلة أخرى تبلغ 10 سنوات في عام 1989 – بالإقامة على بعد 600 قدم من ملعب مارتن لوثر كينغ جونيور في إيست نيويورك، وفقا لسجل الجرائم.
هذا ويقول الخبراء إن قيود الموقع المتراخية تخدم مصالح المعتدين على الأطفال. كما قالت جين مانينغ، المدعية العامة السابقة لجرائم الاعتداء الجنسي ومديرة منظمة “العدالة المتساوية للمرأة”: “نعلم من محققي الجرائم الجنسية المخضرمين أن الكثير من مرتكبي الجرائم الجنسية هم أكثر عرضة لارتكاب جرائم بالقرب من أماكن إقامتهم”.
وهذه الثغرة هي السبب وراء سعي عضو جمعية الولاية جو سيمبولينسكي (جمهوري عن أليغاني) لتمرير مشروع قانون يحظر على مرتكبي الجرائم الجنسية الإقامة على بعد ربع ميل (أو 1320 قدماً) من أي مدرسة أو ملعب أو حديقة، بغض النظر عن وضعهم تحت المراقبة أو الإفراج المشروط عنهم.
وأوضح سيمبولينسكي للصحيفة أن المدانين “لا يتحسنون بطريقة سحرية عندما تنتهي فترة الإفراج المشروط عنهم. هم لم يعودوا مسجونين، لكننا بحاجة للتأكد من اتخاذ خطوات لحماية الأطفال في جميع الأوقات، وأعتقد أنه طلب معقول جداً أن نقول كولاية، إن الأشخاص الذين ارتكبوا وأُدينوا بجرائم من هذا النوع يجب ألا يعيشوا بالقرب من الأماكن التي يتجمع فيها الأطفال”.
قُدّم التشريع منذ عام 2012 ولكنه أوقف مرارا وتكرارا في الجمعية التي يسيطر عليها الديمقراطيون، حسب السجلات. ولم يرد رئيس الجمعية كارل هيستي، الذي يُقال إنه عرقل مشاريع قوانين تفيد ضحايا الجرائم الجنسية، على الاستفسارات المتعلقة بالتشريع المقترح الأخير.
ويعيش ما مجموعه 5,750 مرتكب جريمة جنسية من المستويين 2 و 3 – وهما أخطر تصنيفين من أصل 3 – في الأحياء الخمسة لنيويورك، وفقا لتحليل أجرته “نيويورك بوست” للسجل الرسمي للولاية، الذي يُحدَّث يوميا.
“وحوشٌ بشريّة” في أشهر مدينة أميركيّة والقيود تخدم مصالح المعتدين .





