ينتظر العالم زيارةً غير عادية للرّئيس السوري أحمد الشّرع الى البيت الأبيض، يوم الاثنين 10 تشرين الثّاني، للقاء الرّئيس الأميركي دونالد ترامب. إنّها الزّيارة الأولى لرئيس سوريّ الى واشنطن منذ عقود، ويُتوقَّع الكثير من لقاء الرّئيسَيْن. وفيما لبنان يتخبّط بأزماته، بدأت سوريا تشقّ مسارها نحو الدّعم العربي والدّوليّ، بعد سنوات من العزلة.
يوضح الكاتب المتخصّص في الشّؤون الإقليميّة ابراهيم ريحان أنّ “الملفّ الأبرز الذي سيبحث فيه كلّ من ترامب والشّرع هو انضمام سوريا الى التحالف الدّولي ضدّ “داعش”، فمن أهمّ الشّروط الأميركيّة لإعادة العلاقات مع سوريا، كان أن تثبت الحكومة السّورية أنّها تُكافح “داعش”، وهو ما برز من خلال أكثر من عمليّة نفّذها الأمن العام السّوريّ ضدّ خلايا التّنظيم”.
ويُشير ريحان، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ “انضمام سوريا الى التّحالف الدولي يُعزّز من مكانة دمشق العسكريّة في مكافحة داعش”، لافتاً إلى أنّ “سوريا انتقلت بالكامل من المحور الإيراني الى المقلب الحليف للولايات المتّحدة في المنطقة”.
ويُؤكّد ريحان أنّ الملفّ اللّبنانيّ سيُطرَح على طاولة لقاء ترامب والشّرع، خصوصاً في ما يتعلّق بالحدود اللّبنانيّة – السّوريّة وترسيمها، والتي ذكرت في ورقة المبعوث الأميركي توم برّاك”.
ويلفت إلى أنّ “رفع العقوبات عن سوريا بشكل كامل سيُطرَح أيضاً خلال لقاء الرّجلين، لا سيّما أنّ هذا الملفّ يؤثّر على الاقتصاد السّوريّ وعلى الاستثمارات في سوريا”، مضيفاً: “سيُبحَث موضوع الوجود العسكريّ الأميركيّ في شمال شرق سوريا، كما سيتناول ترامب والشّرع ملف “قوات سوريا الديمقراطية”، حيث ستطلب دمشق من واشنطن الضّغط عليها للانضمام الى لواء الجيش السّوري”.
تُظهر الزّيارة التّاريخيّة المُرتقبة للشّرع إلى البيت الأبيض، مدى ابتعاد لبنان عن التّسويات في المنطقة، وهذا ما يُؤكّده ريحان، فيقول: “تمكّن الشرع خلال أقلّ من سنة من استعادة ثقة عربيّة ودوليّة فُقِدَتْ إبّان نظام الرئيس السّوري السابق بشار الأسد، بينما لا يقوم لبنان اليوم بأي خطوة كبيرة على صعيد استعادة الثّّقة، رغم أنّه أنجز بعض الخطوات مثل إقرار الحكومة خطّة حصر السّلاح، لكنّ المجتمع الدولي يحتاج الى خطوات أكبر في هذا الموضوع، كما أنّ لبنان لا يسير في سكّة الإصلاحات حتّى الآن بشكل صحيح”.
ويختم ريحان، قائلاً: “لبنان يُضيع الفرصة تلوَ الأخرى، فيما استطاعت سوريا استغلال واقتناص الفرص بعد سقوط الأسد”.
لبنان على طاولة ترامب والشّرع… وهل أضاع الفرصة؟ .





