رسالة إلى الحَبر الأعظم بلغة الحِبر الأعظم!

يومَ كتَبَ جبران خليل جبران كتاب النبيّ وذاع صيت لبنان في العالم، لُقِب بـ «الحِبر الأعظم» وبسبب إرثه الأدبيّ والفنيّ العالميّ الذي جعله ثالث أكثر شاعر تُباع كتبه في التاريخ بعد شكسبير ولاوتزه، استطاع جبران خليل جبران نقل صورة لبنان الجميلة وكان أحد أبرز الأسباب التي جعلت من سكّان أميركا وأوروبا يحسدون اللبنانيين على وطن جبران، ويومها اشتُهر المثل اللبنانيّ (نيّال اللي عندو مرقد عنزة في جبل لبنان).

نقول هذا ونستشهد بنبيّ لبنان الأشهر لنرفع صلاتنا اليوم مع الحَبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر الذي وصل لبنان كي تُعيد القدرة الإلهية وطننا درّة الشرق ووطن الأمن والسلام. ولأن رأس الكنيسة لا يحمل إلّا رسالة ولا يُحمّل إلّا رسائل، نستودعه بلغة جبران خليل جبران رسالة خاصة.

قداستكم: لو لم يتدخل العالم ليحدّ من خطر «حزب اللّه» الإيراني، كنتم لتكونوا آخر بابا يزور لبنان. فقداستكم لا تزورون بلدانًا لا مسيحيين فيها ونحن كان خطر وجودنا جديًّا مع تعاظم سطوة المشروع الإيراني الداعي إلى جعل كلّ البلدان المحكومة بالوليّ الفقيه خاضعة لديانته.

قداستكم: في لبنان الرسالة كما وصفه البابا القدّيس مسيحيون ومسلمون يتمسّكون بالحياة، ضاقوا ذرعًا بالإرهاب على أنواعه وتعبوا من حمل صليب الموت، ذنبهم أنهم خُلقوا في هذه الأرض ويرفضون التخلّي عنها، وبعض الذين يتسبّبون في موتنا بعثوا إليكم رسالة خبيثة، فيها من الكذب الكثير ومن طمس الحقائق أكثر.

قداستكم: اللبنانيون يريدون السلام يريدونه مع العالم كلّه يريدونه مع جيرانهم ومع بعضهم البعض، ويريدون الحياة ويريدونها كريمة. اللبنانيون ليسوا «حزب اللّه» وليسوا دعاة حروب وليسوا قتلة أطفال وليسوا هواة الموت بل على العكس هم مخترعو الحرف وواضعو شرعة حقوق الإنسان وناشرو السعادة والفرح في الأرض.

قبل «حزب اللّه» كان لبنان مُلتقى الديانات السماوية، وكانت الطائفية مدفونة في النفوس وكان الأمن والأمان على مساحة الوطن. حتى مع الحرب التي حملها إلينا الوجود الفلسطيني، وبعده الانقسام الداخلي والحروب بين الطوائف بقيَ لبنان محافظًا على هويّته إلى أن أتى «حزب اللّه» فعمل على تغيير الصورة ولوّن المناطق التي سيطر عليها بألوان طهران وتقاليد طهران ومشروع طهران وسعى إلى السيطرة على كل لبنان ليلوّن ما تبقى منه بالألوان نفسها. وعندما نقول «حزب اللّه» لا نقصد الشيعة بل من سرقَ من شيعة لبنان تاريخهم الوطنيّ المشرّف ومن غيّر بوصلة الشيعة في لبنان من لبنان أولًا إلى الوليّ الفقيه أوّلًا. فالشيعة يا قداسة البابا سئموا الموت وتعبوا من حمل منازلهم على ظهورهم وهم مثل كلّ اللبنانيين ينتظرون قيامة هذا الوطن.

قداستكم: تحملون إلينا رسالة سلام ونحن ننتظره بفارغ الصبر ونعرف أن لا خلاص إلّا به لكننا نطرح أمامكم عائقًا أساسيًا بالتوصّل إليه ومعضلة لا يمكن حلّها إلّا بأعجوبة إلهية أنتم أخبر بها. ولأننا أبناء كنيستكم ونعرف تمام المعرفة أن زيارتكم إلى لبنان ليست إلّا لحثنا على الصمود وعلى التمسّك بالأرض وبالوجود، نسألكم أن تدقوا أجراس الخوف علينا وأن تلجموا إسرائيل وإيران من خلال تأثيركم الكبير دوليًا لنُبقي الهُوية اللبنانية في صدورنا وصدور من نسوَا أو تناسَوا أن لبنان يجمعنا وهو «أصغر من أن يقسّم وأكبر من أن يُبلع»، وبلغة جبران خليل جبران نناشدكم حمل صوتنا إلى كلّ العالم وإلى دوائر القرار لأننا دفعنا حِبرًا عظيمًا أحمر ثمنًا لصمودنا فهل من حِبرٍ أعظم من الدم؟ قداستكم في لبنان شهداء كثر وقفوا بوجه مشاريع دولية لتهجير المسيحيين وأفشلوها فأزهرت دماؤهم حرية واستقلالًا ولم يبقَ إلّا أن تُزهر سيادة.

رسالة إلى الحَبر الأعظم بلغة الحِبر الأعظم! .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...