أكدت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأحد، أنها ستلاحق قانونيًا كل من تورط بالاعتداء على عناصرها الأمنية أثناء تأمين احتجاجات في محافظة اللاذقية وريف طرطوس.
وقالت الوزارة، في بيان عبر حسابها على منصة “إكس”، “تعرضت عناصر الأمن المكلّفة بتأمين الاحتجاجات اليوم لاعتداءات مباشرة في مدينة اللاذقية، إضافة إلى حوادث استهداف في ريف طرطوس نفذتها مجموعات مرتبطة بفلول النظام، أثناء قيام العناصر بواجبها في حماية المتظاهرين والحفاظ على النظام العام”.
وشدد البيان أن “التعبير عن الرأي حق مكفول لجميع أبناء الشعب السوري ضمن الأطر السلمية، وقد جرى توجيه العناصر الأمنية لتأمين الاحتجاجات وحماية المشاركين فيها.
وحذر البيان “إلا أن بعض التحركات خرجت عن طابعها السلمي، ما أدى إلى الاعتداء على عناصر الأمن، ويُعدّ استهداف عناصر الأمن جريمة يعاقب عليها القانون، وسيجري ملاحقة المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم”.
وأكدت انها “تواصل وزارة الداخلية عملها في حماية المواطنين، وضمان حق التعبير السلمي، والحفاظ على الأمن والاستقرار”.
وأكد مصدر أمني سوري عودة الهدوء تدريجياً إلى مدن الساحل السوري وانفضاض التظاهرات بشكل تلقائي.
وتوازيا، أكدت إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع في بيان مساء الأحد أن “مجموعات من الجيش مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات دخلت مراكز مدن اللاذقية وطرطوس بعد تصاعد عمليات الاستهداف من قبل مجموعات خارجة عن القانون باتجاه الأهالي وقوى الأمن”.
كما شددت على أن “مهمة الجيش حفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي”.
وأفيد بمقتل 3 أشخاص بينهم عنصر أمن وإصابة 55 آخرين في اضطرابات تخللت تظاهرات للعلويين في اللاذقية وطرطوس.
وقتلت قوات الأمن السورية شخصين، أثناء تفريق تظاهرات للعلويين في منطقة الساحل ووسط البلاد، على ما أفاد المرصد السوريّ لحقوق الإنسان.
ونُقلت جثتين إلى مستشفى محليّ، وفق ما أوضح مصدر طبيّ لوكالة فرانس برس.
لكنّ السلطات السورية لم تؤكد أنها أطلقت النار، بل أعلنت “احتواء الموقف”.
واتهمت من أسمتهم “فلول” حكم الرئيس السوريّ السابق بشار الأسد بمهاجمة قوات الأمن.
وتحدثت “سانا” عن استشهاد عنصر من قوى الأمن الداخلي برصاص مسلحين من فلول النظام البائد في اللاذقية.
في التفاصيل، تظاهر علويون في مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا الأحد، بعد يومين على تفجير في مسجد يرتاده أبناء هذه الأقلية، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
وهذا الهجوم الذي وقع في منطقة علوية بمدينة حمص، هو الأحدث ضد الأقلية الدينية التي تعرضت لحوادث عنف عدة منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، المنتمي لهذه الطائفة، في ديسمبر (كانون الأول) 2024.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية انتشار قوات الأمن في اللاذقية، وتدخلها لفض مناوشات بين المتظاهرين وآخرين احتجوا ضدهم.
لماذا هذا القتل؟
وقال المتظاهر نمير رمضان، وهو تاجر يبلغ 48 سنة، “لماذا القتل؟ لماذا السبي؟ لماذا الخطف؟ لماذا هذه التصرفات العشوائية بلا رادع ولا حسيب ولا رقيب؟”.
وأضاف “رحل الأسد، ولسنا مع الأسد، ذهب الأسد ولن يعود، لماذا هذا القتل؟”.
ونُظّمت تظاهرة اليوم الأحد، بعد دعوات من الشيخ البارز غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الذي حض الناس أمس السبت على أن “نري للعالم أن المكوّن العلوي لا يمكن أن يهان أو يهمّش”.
وأضاف غزال في فيديو نشره على “فيسبوك”، “لا نريدها حرباً أهلية، نريدها فدرالية سياسية، لا نريد إرهابكم، نريد حقنا بتقرير مصيرنا”.
دمنا ليس رخيصاً
وحمل المتظاهرون صوراً للشيخ غزال إلى جانب لافتات تعبر عن دعمهم له، بينما كانوا يهتفون مطالبين بنظام سياسي لامركزي.
وقالت هديل صالحة، وهي ربة منزل تبلغ 40 سنة، إن “مطالبنا أول شيء الفدرالية لحقن الدم، لأن الدم العلوي ليس رخيصاً، الدم السوري بشكل عام ليس رخيصاً، نحن نُقتل لأننا علويون”.
وتقطن غالبية سنية مدينة حمص، حيث وقع تفجير الجمعة، لكنها تضم أيضاً مناطق عدة ذات غالبية علوية. ويتواجد معظم العلويين في محافظتي اللاذقية وطرطوس في منطقة الساحل.
ومنذ سقوط الأسد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان محافظة حمص بوقوع عمليات خطف وقتل استهدفت الأقلية العلوية.
شهدت سوريا موجات دموية من العنف الطائفي، أبرزها في منطقة الساحل بحق مدنيين علويين في مارس (آذار) الماضي، بعدما اتهمت السلطات الجديدة في دمشق أنصاراً مسلحين للأسد بإشعال العنف من خلال مهاجمة قوات الأمن.
وقالت لجنة تحقيق وطنية إن ما لا يقل عن 1426 علوياً قتلوا في أعمال العنف، بينما قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد القتلى بأكثر من 1700.
اعتصامات شرقاً وغرباً
وسجلت الساعات الماضية استجابة للمشاركة في اعتصام العلويين من حمص إلى ريف حماة الغربي وسهل الغاب وصولاً لصافيتا وطرطوس وجبلة وبانياس واللاذقية مروراً بمئات القرى.
وقالت مصادر، إن “تعاطي الأمن العام السوري تفاوت مع المعتصمين في حمص ما بين محاولة تعطيل الاعتصامات في جبلة لكن في طرطوس فرض طوقاً حولهم لحمايتهم، بينما تولت السلطات منعهم بالقوة من التجمع في منطقة المساكن ببانياس، ووقعت اعتداءات بالضرب المفرط على ريف طرطوس”.
بعد تظاهرات دامية للعلويين… الجيش يدخل اللاذقية وطرطوس لحفظ الأمن .





