تطرق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في مقابلة مع صحيفة “الأخبار” الى موضوع المفاوضات مع اسرائيل. لافتا الى أنه “بالنسبة إلينا لا مانع من التفاوض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. لكنّ الأهم هو الأوراق التي يمكننا أن نستخدمها والضمانات التي نسعى إليها. مجرّد قبول لبنان بذلك، رغم موقفه التاريخي ضد التفاوض والتطبيع، ينبغي أن يكون له ثمن لا أن يُقدّم مجاناً، مثل أن يُشترط على الإسرائيلي الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى والانسحاب من الأراضي التي يحتلّها مقابل مبدأ التفاوض”.
ولفت الى أنه “بعدها نبحث في مسألة نزع السلاح الذي يُعدّ ورقة قوية غايتها حماية لبنان، تُطرح على طاولة التفاوض وفق برنامج واضح ومُتدرّج، ومقابل ثمن لا يقلّ عن حصولنا على ضمانات أميركية وأممية بحماية لبنان من العدو الإسرائيلي ومنع انتهاك سيادته والهيمنة على ثرواته الوطنية، سواء عبر اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة تضمن فيها الأخيرة حماية لبنان، أو عبر قرار من مجلس الأمن. أمّا أن نذهب، كما هو مطروح اليوم، إلى تفاوض مباشر من دون أي مشروع، ومسلّمين مُسبقاً بالتنازل عن كل ما نملك والانصياع لكل ما يُطلب منّا، فطبعاً لا نؤيّد ذلك، خصوصاً أن الإسرائيلي يريد منا التسليم من دون أي التزامات في أي شأن في المقابل”.
وعن وجود استراتيجية لدى التيار لتحالفات جديدة في انتخابات 2026. أشار باسيل الى أن “التيار منفتح على كل القوى، ولا مانع لديه من نسج تحالفات انتخابية مع أي طرف، إلا أن هذا التحالف لا ينتج عن قرار فردي من جهتنا ويلزمه طرف ثانٍ ومراعاة لحاجات الغير الانتخابية ومصالحهم. الخوف هنا يكمن في تعميم خارجي يمنع الأحزاب الداخلية والمستقلّين بالتحالف معنا، والمؤكّد أن في الداخل والخارج من يعمل على فرض حصار علينا ومنع بعض المرشّحين من التحالف معنا”.
وردا على سؤال عن رغبة أطراف بحصار التيار رغم أنه خارج السلطة والعلاقة بحزب الله لم تعد كما كانت. أجاب باسيل “لأننا حالة لبنانية نقيضة لباقي القوى، ولأننا وحدنا نتجرّأ على مخالفة كلمة السر والتصويت بـ”لا” في مجلس النواب لكل ما يخالف قناعاتنا. لا مشكلة لدينا بأن نكون إلى جانب الضغط الدولي لإقرار قوانين إصلاحية أو أن أطلب بنفسي من الرئيس الأميركي إرسال شركات أميركية للاستثمار في حقول النفط، لكن لا نقبل بالطبع بالتصديق على التنازل عن بلوك نفطي فقط لأن الخارج يرغب بذلك!”.
وعن امكان التحالف مع “حزب الله” في الانتخابات المقبلة، قال: “جوابنا الدائم والتقليدي أن التحالف يحصل بحسب المصلحة ورغبة الآخرين، ولا مانع لدينا من التحالف مع الحزب إذا كان الأمر يفيد الطرفين”، لافتا الى أننا “ندرك جيداً كلفة هذا التحالف وسبق أن دفعنا ثمنه، كما ندرك حسناته. وأكرّر: لا نقبل باستعداء أيّ طرف فقط لأن ثمّة طرفاً خارجياً يهدّدنا. في عام 2009 تحالفنا مع الحزب وأدركنا التراجع الشعبي الذي نتج منه، رغم ذلك كرّرنا التحالف في الأعوام اللاحقة، وعلّقناه عندما رأينا أننا لا نُعامَل كما نُعامِل. الثابت الوحيد أننا لا نقبل الأوامر أو الفرض والتبعية ولو كان الثمن خسارتنا لعدد من النواب”.
وردا على سؤال عن مسعى من رئيس رئيس الجمهورية لمنع بعض الشخصيات المستقلّة من التحالف مع “التيار” في بعض الأقضية. أكد باسيل أننا “سمعنا من رئيس الجمهورية ما يشير إلى عدم رغبته بالتدخل في الانتخابات النيابية. لكنّ الواضح من بعض التحرّكات والتصريحات أن هناك من يتدخّل مُستخدِماً اسمه. وهو ما يفرض على الرئيس إمّا التدخل لوقفهم ومنعهم من الكلام بلسانه، أو التدخل في الانتخابات مباشرة من دون مواربة”.
باسيل: لا تفاوض بتسليم مسبق للعدو ولا مانع من التحالف مع الحزب انتخابيًا .







