أعادت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت السبت الماضي حفارة في أحد أحياء بلدة شبعا الحدودية، منطقة العرقوب القصية إلى واجهة الحدث الجنوبي اليومي. فهذه الغارة الليلية، تعدّ الفعل الإسرائيلي الأول من نوعه في البلدة، مما يعني في نظر الكثيرين أن إسرائيل قد اعتزمت إضافة البلدة ومنطقة العرقوب إلى قائمة البلدات الأمامية التي قررت أنه محظور عليها أن تعود إلى ممارسة فعل الحياة الطبيعية اليومية، وأن تعيد إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة من منازل ومنشآت أخرى، لأنها دخلت حيز الحزام الحدودي العازل على طول الحدود .
لذا فإن خشية تملكت نفوس سكان شبعا وسائر قرى العرقوب، نتيجة شعورهم بأن تكون الغارة الإسرائيلية الأخيرة هي وفق قول نائب المنطقة قاسم هاشم “مقدمة لتصعيد الاعتداءات اليومية على المنطقة تمهيدا لإجبار الأهالي على التفكير في النزوح مجددا، أو على الأقل الامتناع قسرا عن ممارسة دورة حياتهم في شكل طبيعي، سواء عبر إعمار ما تهدم أو تضرر، أو المبادرة إلى إقامة مشاريع اقتصادية جديدة تساهم في بقاء الأهالي في بيوتهم وأملاكهم”.
وبناء عليه، يضيف النائب هاشم، “نجد أن تلك الغارة وإن كانت وفق البعض محدودة، فهي بمثابة رسالة إنذار من إسرائيل تعد بمزيد من الممارسات العدوانية، واستطرادا بمزيد من الخراب والدمار، إلى خسائر أخرى بشرية منيت بها البلدة (شبعا) وقرى العرقوب عموما إبان المواجهات الأخيرة، ما أدى كما هو معلوم إلى سقوط أكثر من 50 شهيدا”.
وفي الإطار نفسه، قال رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري إن “منطقة العرقوب، وإن كانت تعيش الوضع المأسوي اليومي نفسه الذي تعيشه كل بلدات الحافة الأمامية، فإننا لمسنا أن إسرائيل رفعت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة وتيرة عدوانها، خصوصا على بلدتنا (كفرشوبا)، إذ إن زخات الرصاص لا تلبث أن تنهمر فجأة ومن دون سبب على البلدة وأطرافها من المواقع الإسرائيلية المشرفة والمتمركزة في تلال كفرشوبا وتلة السدانة، وهو ما جعل الأهالي يلتزمون جانب الحيطة والحذر ويقللون إلى أقصى الحدود من تحركاتهم وتنقلاتهم، وعليه، لا نستبعد أن تكون الغارة الأخيرة على الحفارة في شبعا المجاورة هي الوجه الآخر المكمل لخطة ترهيب الأهالي والحيلولة دون ممارسة حياتهم الطبيعية”.
ويخلص إلى القول: “إن بلدتنا التي سبق للاحتلال أن دمرها مرات عدة منذ مطالع السبعينيات، ما زالت تعاني تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، إذ فقدت 11 شهيدا من أبنائها، إضافة الى تضرر أكثر من 180 منزلا كليا أو جزئيا، وهي بذلك تكون أكثر البلدات العرقوبية التي تحملت نتائج المواجهات”.
توازيا، سرت أخيرا في المنطقة موجة مخاوف ضمنية بفعل الإعلان الإسرائيلي الأخير أن الهجمة العسكرية الإسرائيلية على بلدة بيت جن السورية، سببها أن هذه البلدة تحولت إلى جسر لنقل الأسلحة من سوريا إلى منطقة العرقوب حيث تنشط بحسب ذلك الزعم مجموعات منتمية إلى “الجماعة الإسلامية” التي شاركت في المواجهات إبان حرب الإسناد إلى جانب “حزب الله” وقوى أخرى لبنانية وفلسطينية. لذا ثمة من يتخوف من أن يكون هذا الزعم عملية تحضير للميدان لترفع إسرائيل وتيرة عملياتها على بلدات العرقوب .
الغارة الإسرائيلية الأخيرة على شبعا هل هي مقدمة لتصعيد أعنف ضد المنطقة؟ .






