اتّجاهات تؤشّر لاقتراب “ساعة الصّفر” لجولة جديدة من المواجهات بين إيران وإسرائيل

بعض الحسابات غير الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت عن 20 ديسمبر/كانون الأول 2025 كتاريخ محتمل للمواجهة الجديدة

مع مرور خمسة أشهر على “حرب الـ12 يوماً” بين إيران وإسرائيل (التي وقعت من 13 يونيو/حزيران إلى 24 يونيو/حزيران 2025)، يحاول المحللون والمراقبون للتطورات في الشرق الأوسط رصد أي مؤشرات على ما إذا كانت حرب جديدة وشيكة بين الجانبين، وصولاً إلى تنبؤات العرافين والمنجمين!

 

والأسبوع الماضي، عندما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي سيوجه رسالة  يوم الخميس 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، اتسعت رقعة الشائعات بأن خبراً كبيراً قادم. وعندما وصف خامنئي في خطابه إيران بأنها “المنتصر القاطع” في حرب الـ12 يوماً أمام إسرائيل والولايات المتحدة، ودعا الشعب إلى الوحدة أمام “العدو”، زادت التوقعات العامة باحتمال اندلاع حرب جديدة. وترافق ذلك مع ارتفاع أسعار الذهب والدولار في طهران، ما يعكس التوتر الاقتصادي والنفسي.

 

10 علامات على مواجهة محتملة

وفقاً للمحللين، تشير مجموعة من الاتجاهات والأحداث في الأيام الأخيرة إلى أن “الساعة الصفر” للمرحلة الثانية من الحرب بين إيران وإسرائيل باتت قريبة. بل إن بعض الحسابات غير الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت عن 20 ديسمبر/كانون الأول 2025 كتاريخ محتمل للمواجهة الجديدة! إليكم أبرز هذه العلامات:

1-التقلبات في الأسواق العالمية: ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب، يعكس مخاوف المستثمرين من تصعيد إقليمي.

2-تسريع واشنطن لتسليم صواريخ دقيقة التوجيه إلى إسرائيل. صواريخ بقدرة اختراق عالية، ما يعزز القدرات الإسرائيلية الهجومية.

3-الضغوط السياسية والديبلوماسية على الحكومة اللبنانية: يضغط الرئيس اللبناني العماد جوزف عون لنزع سلاح “حزب الله”. وفي هذا السياق، تتهم إسرائيل بيروت صراحةً بعدم تنفيذ التزاماتها بنزع سلاح “حزب الله” ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، محذرةً من توسيع هجماتها شمال نهر الليطاني إذا لم يُنفذ قرار مجلس الأمن 1701. بناءً على ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 بناء جدار أمني جديد بالقرب من الحدود الجنوبية اللبنانية، وهو إشارة واضحة إلى عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توسيع ساحة المعركة مع “حزب الله” ومنع إعادة بناء ترسانته الصاروخية. في الوقت نفسه، زار وفد من وزارة الخزانة الأميركية بيروت مؤخراً، وأعطى الحكومة اللبنانية مهلة 60 يوماً فقط لاتخاذ خطوات فعالة لقطع مصادر تمويل “حزب الله”؛ إنذار يعكس ضغطاً غير مسبوق من واشنطن على الهيكل الاقتصادي والسياسي اللبناني.

4-التهديد الأميركي للعراق: حذَّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث وزير الدفاع العراقي اللواء ثابت العباسي من أن واشنطن تخطط لعملية عسكرية في المنطقة، مشدداً على أن أي رد فعل من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران سيُقابل بقوة وشدة.

5- تصعيد الإجراءات الأمنية والعسكرية لحرس الثورة الإسلامية في مضيق هرمز: تعزيز الوجود العسكري لمنع أي تهديد بحري.

6-المحادثات المكثفة الأوروبية-الأطلسية: لإعداد خطة طارئة لإعادة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران.

7-زيادة الحساسية تجاه الأنشطة النووية الإيرانية الجديدة:  إصدار قرار جديد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، يطالب إيران بتقديم معلومات فورية عن مخزون اليورانيوم المخصب ومنح الوصول إلى المواقع النووية المقصوفة.

8-إعادة فتح ملف فضيحة جيفري إبستين في الإعلام الأميركي:  في إيران، يعتقد بعض المحللين أن إبقاء الملف حياً يمكن أن يكون أداة ضغط من نتنياهو لدفع ترامب نحو حرب جديدة، خاصة مع الكشف الأخير عن رسائل إبستين التي تذكر ترامب وعلاقاته بإسرائيل.

9-حملة إسرائيلية جديدة: من العمليات النفسية ضد إيران إلى اغتيال مسؤولين من “حزب الله”، وشراء 3 آلاف نوع من الذخائر بقيمة 10 مليارات دولار بالتنسيق مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم). برغم ادعاء ترامب ونتنياهو بتدمير المنشآت النووية الإيرانية وجزء من قدراتها الصاروخية، تنشر وسائل إعلام روايات عن أن التهديد الإيراني لا يزال قائماً ويتزايد. تشمل المحاور الرئيسية للدعاية:
– تكرار موضوع  الغموض في الملف النووي الإيراني.
– التركيز على “مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%”.
– مناقشة “دور الصين” في تعزيز القدرة الصاروخية الإيرانية.
– التركيز على “إعادة بناء سريع لقدرات حزب الله” بعد الضربات الأخيرة.

تُطرح هذه الروايات كتحذيرات أمنية تهديدية لإعداد الرأي العام في أميركا والغرب لقبول فكرة “هجوم ثانٍ على إيران”.

الانقسام الإيراني: بين القلق والتفاؤل

لكن المحللين الإيرانيين غير متفقين حول احتمال هجوم حصول إسرائيلي جديد على إيران. في أحدث التصريحات، قال حسن كاظمي قمي (سفير إيران السابق في أفغانستان) إن “احتمال الهجوم الجديد قوي، إذ تظهر الأدلة أن الطرف الآخر يعيد ترميم وإعداد عملية جديدة”. أما فؤاد إيزادي (خبير سياسي مقرب من النظام)، فقد أخذ الاحتمال على محمل الجد، محذراً من أن “أميركا يجب أن تعلم أن في الهجوم التالي، سيُقتل 2000 من جنودها”.

في المقابل، يرى بعض الشخصيات السياسية أن آفاق الهجوم العسكري بعيدة جداً. على سبيل المثال، أعلن نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق علي مطهري أن “احتمال هجوم إسرائيلي جديد على إيران ضعيف، لأن مثل هذا الهجوم لن يجلب فائدة لإسرائيل”.
وكتب أستاذ العلوم السياسية صادق زیباکلام : “أولئك الذين كانوا يأملون سقوط النظام مع الهجوم الإسرائيلي… يقولون الآن إن إسرائيل تستعد لعملية ثانية. لكن في واشنطن وتل أبيب، لا خبر عن هجوم جديد، بل على العكس، ارتفع احتمال استئناف المفاوضات”. أما حسين علائي، وهو قائد سابق لقوة البحرية في الحرس الثوري، فقد اعتبر احتمال الحرب في الأشهر الثلاثة المقبلة مرفوضاً.

يبدو أن مثل هذه التصريحات، أكثر مما هي تحليلات سياسية وعسكرية بحتة، تحمل رسائل ردع للجهات الدولية. ومع ذلك، أدت هذه التحليلات والتقارير الإعلامية والأخبار المتضاربة إلى أن الفضاء السياسي والإعلامي في إيران لا يستبعد وقوع حرب جديدة. وفي ظل هذا التوتر، يظل السؤال مفتوحاً: هل ستكون  الديبلوماسية أقوى من التصعيد العسكري؟

اتّجاهات تؤشّر لاقتراب “ساعة الصّفر” لجولة جديدة من المواجهات بين إيران وإسرائيل .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...