إستياءٌ دولي من لبنان… وتحذيرٌ أخير قبل حربٍ كبرى!

منشغلون بأمور كثيرة والمطلوب واحد… هذا باختصار ما يردّده العالم على مسامع مسؤولينا بلا جدوى. وإن كان اللبيبُ من الإشارة يَفهمُ، فالغارات والاستهدافات المكثّفة في الأيام الاخيرة كما التحذيرات المتزايدة، أبلغ إشارة إلى ما قد يُصيبنا إن أبقى “اللبيبُ” على نومه الهانئ.

المبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس تزور لبنان حتى الاربعاء.. تغادر هل، فيصل من بعدها توم برّاك إلى الربوع اللبنانية مساء حيثي يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين… كذلك سيتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت في زيارة تستغرق يومين، على ان نشهد أيضا زيارة لمدير المخابرات المصرية حسن رشاد إلى لبنان وذلك “في إطار الجهود التي تبذلها مصر لتهدئة الأوضاع”.

هي حركةٌ لافتة للموفدين باتجاه لبنان إن دلّت على شيء فعلى محظور سنقع فيه في القريب العاجل إن أبقينا على حال التباطؤ هذا في ما يتعلق بالمطلوب منا دوليا، وهو نزع السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية وفرض سيادة الدولة اللبنانية بعيدا من الحجج والتبريرات.

يؤكد الصحافي والكاتب علي حمادة ان المجتمع الدولي وتحديدا واشنطن إضافة إلى الدول العربية المعنيّة بالملف اللبناني، كلهم مستاؤون من “ضعف الحكومة اللبنانية، وضعف الدولة اللبنانية بشكل عام، من دون أي استثناء لأحد من الرؤساء الثلاثاء، بطريقة التعامل مع ملف حزب الله، في شقّيه العسكري أي المتعلق بنزع السلاح، والماليّ والذي يتّصل بتبييض الأموال وهو الذي يهمّ الاميركيين اكثر”.

ويلفت حمادة، في حديث لموقع mtv الالكتروني، إلى أن “هناك قناعة بدأت تتولّد لدى المجتمع الدولي، خصوصا لدى الإدارة الاميركية، بأن الدولة اللبنانية متقاعسة ومتباطئة ومتلكّئة، وكأنها لا تريد أن تقوم بواجبها لناحية حلّ الميليشيات ونزع السلاح اللبناني وغير اللبناني، واستعادة سيادة الدولة، وكأنها تحيل الموضوع على أطراف أخرى، تحديدا على الأميركيين والأوروبيين والعرب، وحتى الإسرائيليين”، معتبر ا أن هذا الامر خطير للغاية إذ لن تكون هناك دولة حقيقية إن لم تقم بواجباتها.

ويلفت حمادة إلى أن التقويم الدولي بات يشير إلى أن الدولة اللبنانية ضعيفة ومتردّدة، ولا تملك رؤية واضحة لكيفية التعامل مع سلاح حزب الله، “فهي لا تضع سقوفا زمنية لاي شيء، وتختبئ خلف تقارير الجيش وقدراته المحدودة، لدرجة أنها لم تعد تبدي أي موقف رسمي حاسم من مواقف قادة الحزب وعلى رأسهم أمينه العام الشيخ نعيم قاسم وسائر القيادات”، مشيرا إلى نقاط ثلاث لا ينفكّ يردّدها هؤلاء وهي على الشكل الآتي:

” أولا، أنهم لن يتخلوا عن سلاحهم مهما كلف الامر، لا بل يشددون على ان هذا الموضوع خارج النقاش، وثانيا تأكيدهم أنهم يعيدون بناء قدراتهم العسكرية والذي تفيد التقارير الدولية المتعددة بان هذا الامر ليس بعيدا من الواقع، وثالثا إشارتهم إلى ان الحزب أعاد تمشيط عمله السياسي والامني والعسكري بشكل لافت ومتجاوزا الموقف الرسمي للدولة، الامر الذي يدفع باتجاه قناعة خارجية تفيد بأن لبنان الرسمي مستقيل من واجباته الفعلية ويتذرع تارة بالسلم الأهلي وبدرء الفتنة والحرب الأهلية وطورا بأنه غير قادر عسكريا على القيام بالمطلوب منه”.

كلّ ما تقدّم يهيّئ الأرضية التي تحتاجها إسرائيل لشنّ حرب جديدة، وما نشهدها في الأيام الأخيرة من رفع لمستوى الأهداف إنما مؤشر واضح إلى تفلّت انحداري للأمور، وهو ما لا يستبعده حمادة، الذي يشير إلى أن التصعيد كبير والآتي قد يكون سيّئا للغاية.. ويقول: “تكفي إعادة قراءة منشور توم برّاك عمّا سيكون عليه المشهد من فوضى ومواجهة كبرى في حال فشلت الدولة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله”.
واللبيبُ… نأمله سامعًا متّعظا.

إستياءٌ دولي من لبنان… وتحذيرٌ أخير قبل حربٍ كبرى! .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...