إذا وقعت الحرب.. هذه هي الخطّة التي تضمرها إسرائيل لضرب “الحزب” وحلفائه!

ركز البابا لاوون الرابع عشر في الكلمات التي ألقاها في لقاءاته اللبنانية المتنوعة على السلام بين المكوّنات الوطنية أكثر مما اهتم بالسلام بين لبنان ومحيطه، إذ إنّ هاجس الفاتيكان الدائم هو ترسيخ المسيحيين في دولهم ووقف نزيف الهجرة المتصاعد منذ عقود.

وهذا النهج البابوي الهادئ في التعاطي مع لبنان حيال مشكلته الراهنة مع إسرائيل، لم ينجح في إبعاد هاجس الحرب عن وجدان اللبنانيين الذين بدوا، وهم يحتفون بالبابا، يركزون اهتمامهم على المعلومات التي ترد إليهم حول حرب إسرائيلية وشيكة يعتقد كثيرون أنّ زمنها سيتلاقى مع بداية العام الجديد، إذ إن مهلة حصر السلاح بيد الدولة تنتهي مع نهاية العام الجاري. وهي مهلة سبق أن تعهد بها لبنان في قرار أصدره مجلس الوزراء في الخامس من آب الماضي.

ولهذا يعتقد كثيرون أنّ لبنان سيعود إلى وضعية التأزم بمجرد انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر، خصوصاً أنّ إسرائيل تستغل هذه الفترة لتعزيز سردية الحرب، بحيث لا يغيب مسؤول واحد فيها، ولو ليوم واحد فقط، عن عملية منهجية للتحذير من الآتي.

وبعد هجوم إعلامي شنه الجيش الإسرائيلي على “اليونيفيل” واتهامها بأنها تتجسس لمصلحة “حزب الله”، في استباق لجولة سيقوم بها سفراء دول مجلس الأمن الدولي في جنوب سوريا ولبنان، قدم معهد “ألما” للدراسات، وهو مركز إسرائيلي يعنى بشمال الدولة العبرية، دراسة “سلبية” عن الجيش اللبناني انتهت إلى أن المؤسسة العسكرية اللبنانية أعجز من أن تتمكن من نزع سلاح “حزب الله”!

ويمكن عطف هذين التقريرين على تأكيدات إسرائيلية تفيد بأنّ شن عملية واسعة ضد “حزب الله” أصبح حتمياً، والسؤال الوحيد المطروح في هذا السياق هو عن التوقيت الأنسب.

وتحاول الولايات المتحدة الأميركية، من خلال الضغط على لبنان لنزع سلاح “حزب الله”، تجنب تجدد الحرب التي تعتبر أنها، في نهاية المطاف وإذا لم يحقق لبنان ما تقدمه له من مطالب، مسألة حتمية!

وباتت ملامح العملية العسكرية الإسرائيلية المقبلة واضحة المعالم. الخطة الموضوعة ستشمل الآتي:

أوّلاً، هجوم جوي مركز على المخيمات الفلسطينية، وتحديداً على مواقع تستخدمها “حماس” والجهاد الإسلامي وتنظيمات أخرى موالية لـ”حزب الله” وإيران، ولا تنتهي إلا بقرار يفضي إلى تنفيذ تعهد لبنان بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية. وعجزت الحكومة اللبنانية، على الرغم من اتفاقها مع السلطة الفلسطينية، عن استكمال عملية نزع سلاح المخيمات، بعدما رفضت التنظيمات الحليفة لـ”حزب الله” ذلك.

ثانياً، تنفيذ إنزالات في مواقع محددة في البقاع من أجل نسف أنفاق خاصة بالصواريخ والمسيرات التي لا يزال “حزب الله” يحتفظ بها. وتشير المعلومات إلى أن الطيران الإسرائيلي نجح بسد مداخل هذه الأنفاق ومنع التصرف بمحتوياتها، ولكنه عجز عن تدميرها.

ثالثاً، توسيع المنطقة العازلة، بحيث تشمل، في حال حصول العملية، الخط الحدودي الثاني، وصولاً إلى تدمير ممنهج يصل إلى عمق أربعين كيلومتراً.

رابعاً، تضخيم خسائر “حزب الله”، بحيث تتجاوز كلفتها عشرة أضعاف على الأقل، ما يمكن للحزب توفيره من تمويل على مدى عشر سنوات مقبلة، الأمر الذي يحول، مهما اختلفت لاحقاً الأوضاع، دون تمكين الحزب من إعادة تأهيل قدراته التنظيمية والمالية والاجتماعية وحتى السياسية.

خامساً، إيجاد هوة استراتيجية لمصلحة الدولة اللبنانية، لأن التوازن الحالي بينها وبين “حزب الله” يحول دون تمكين مؤسسات الدولة من فرض سلطتها على كامل الجغرافيا اللبنانية، إذ تخشى على نفسها من قدرات “حزب الله” الحالية!

وتفيد كل التقارير بأنّ شهر كانون الأول الجاري سيخصص لإقناع الدولة اللبنانية و”حزب الله” من خلالها بتجنب خوض غمار حرب مكلفة للغاية من شأنها أن تدخل تغييرات جذرية ليس على المعادلات اللبنانية فحسب، بل على طبيعة تكوينه السياسي أيضاً!

إذا وقعت الحرب.. هذه هي الخطّة التي تضمرها إسرائيل لضرب “الحزب” وحلفائه! .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...