اصطُلح على تسمية جمهور حزب الله، من الشيعة، بـ “البيئة”. في هذه البيئة كثيرون يمارسون معتقداتهم ويدافعون عن حزبهم عن قناعة، من دون الاعتداء على الآخرين بسبب آرائهم، وهذا حقٌّ يُحفَظ لهم ويجب احترامه. وفي هذه البيئة زعرانٌ تخطّوا حدود الانتماء الحزبي والديني وبلغوا حدّ الإساءة الى المسيحيّة.
خسر حزب الله في الميدان. لجأ الى السوشال ميديا. هناك، يرتكب الكثير من مناصريه الفظائع، من الشتم والإهانات التي تشمل المسيح والمسيحيّين، وصولاً الى مسؤولين رسميّين على رأسهم رئيس الجمهوريّة، ومروراً بالجيش اللبناني.
لا حدود لهؤلاء، وآخرهم صَوَّر فيديو ساخر أمام تمثال السيّدة العذراء في حريصا، وأضاف على الفيديو نشيداً شيعيّاً، في استفزازٍ واضحٍ وتافه للمسيحيّين، يضاف إلى ما يقوله وما يفعله بعض البهلوانيّين الذين يستعين بهم “الحزب” لإلهاء جمهوره عن الهزيمة.
من المؤكّد أنّ هؤلاء جميعاً، ومعهم قيادة حزبهم التي تترك لهم هامشاً للتحرّك ثمّ تتبرّأ منهم حين يلزم الأمر، لا يعرفون شيئاً عن المسيح وعن السيّدة العذراء. في عُرف هؤلاء أنّ الدين “زعرنة” و”سلبطة” ومخالفة للقوانين وتجاوزاً للدولة وإهانةً للآخرين واعتداءً على من يخالفهم الرأي. الدين، بالنسبة إلينا، محبّة وتسامح وأن تساعد المحتاج وتطعم الجائع وتروي العطشان وتساعد المريض…
لذا، لن ينال هذا التافه ولا غيره ممّن ينتمون الى “مجرور البيئة” من المسيحيّة التي واجهت، عبر التاريخ، ظلم الأباطرة وعنف السفّاحين، بدءاً من يسوع الذي صُلب وسامح جلّاديه وهو على الصليب. ولكنّنا نسأل عن الدولة، وتحديداً عن القضاء النائم أمام هكذا تصرّفات وإهانات قد تستجلب ردّات فعل، خصوصاً أنّ ما من طائفةٍ تحتكر صغار العقول بل هم موزّعون، والحمد لله، على الطوائف كلّها.
على الدولة، قضاءً وأمناً، أن تتحرّك وأن تحاسب، بشدّة، كلّ من يهين معتقد الآخرين، قبل أن “يفلت الملقّ”، وإلا فهي شريكة وليست مسؤولة فقط.
“مجرور البيئة” والقضاء النائم: هذا ما فعله أمام تمثال العذراء .


															



