مخيم شاتيلا والإساءة العمد إلى المسيحيين

يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم

كأن لا يكفي مخيم شاتيلا (وضمناً سائر المخيمات) التلوث المخدراتي الذي يوزعه في المحيط والى مسافات بعيدة نسبياً، حتى أطلق الناشطون فيه، في الايام الأخيرة، حملة تفيض بالإشعاعات الملوثة باتجاه المسيحيين تحديداً، فبثوا الفيديو تلو الآخر، والصورة تلو الأخرى، لمسيحيات ومسيحيين، يلبسون الصليب، ويدمنون المخدرات، او يقصدون المخيم لشراء المادة القاتلة.

 

وافتراضاً ان الصور والفيديوات صحيحة، فإن ادمان المخدرات لا يقتصر على المسيحيين بالتأكيد، ومن المعيب لأصحاب قضية صارت في خبر كان، ان يركزوا على البعد الطائفي والمذهبي، بعد ارتكاب افراد منهم جريمة قتل، لأنهم وإن كانوا خسروا التأييد المسيحي على الدوام، بسبب ارتكاباتهم وتخريبهم للبنان، فإنهم اليوم، ولو عبر قلة منهم، يمعنون في تنشيط الحالة العدائية ضدهم. علماً ان الفيديو الذي يظهر اطلاق النار على الشاب ايليو ابوحنا، يؤكد ان القيمين على الحاجز غير الشرعي، وبسلاحهم غير الشرعي، انما يتمايلون من شدة المخدّر، والمخدر من النوع السيء لأنهم ربما يحفظون النوع الأفضل لبيعه من المسيحيين انفسهم.

 

يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم. ويجب ان يذكر هؤلاء حروب حركة “أمل” ضدهم، وصراعهم مع الشيعة، وكره كثير من السنّة لممارساتهم الميليشيوية، فلا يقتصر الأمر على المسيحيين.

 

ان الحملة التي اطلقها بعض الناشطين الفلسطينيين، انما تزيد الشرخ وتسيء اليهم أكثر فأكثر، وهم في أمس الحاجة الى تلميع صورتهم وتحسينها، لأنهم بما يفعلون انما يؤكدون ان مخيمهم للاجئين صار وكراً للإتجار بالمخدرات والممنوعات، ومرتعاً للهاربين من العدالة، ومستودعاً للسلاح غير الشرعي. وبهذه المواصفات لا يمكنهم ان يأملوا أي تعاطف معهم.

 

المسؤولون في ما بينهم، يجب ان يتحللوا بروح المسؤولية فعلاً، وان يوقفوا تلك الإساءات، ليسكتوا القائلين ” بيقتلوا القتيل وبيمشوا بجنازته”.

مخيم شاتيلا والإساءة العمد إلى المسيحيين .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...