علمت «الأنباء» ان نائبا مقربا من السفارة الأميركية نقل إلى مسؤولين في «حزب الله» مساء الخميس تحذيرات جدية ومعلومات عن تحضيرات عسكرية إسرائيلية لشن ضربات موسعة على لبنان، تستهدف في شكل رئيسي معقل «الحزب» في الضاحية الجنوبية. ونقل النائب عن مسؤولي الحزب قولهم: «أخذنا علما بذلك»، من دون إضافة أي شيء.
ووسط تزايد الحديث عن حرب إسرائيلية وشيكة، اعتبرت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان «تحديد مواعيد حول بدء الحرب، بمنزلة ضرب من التنجيم والتهويل وليس أكثر، وان كانت النيات العدوانية الإسرائيلية قائمة في اي وقت، والتهديد الإسرائيلي للبنان لم يتراجع منذ سبعينيات القرن الماضي».
غير ان مرجعا سياسيا قال لـ «الأنباء» انه يستبعد اي حرب موسعة كما يوحي البعض، «ذلك ان الحرب مستمرة ولم تتوقف وهي في تصعيد متدرج ويومي ومن جانب واحد، وتحقق الأهداف التي تريدها حكومة نتنياهو من دون أي خسائر مقابلة».
وأشار المصدر إلى ان إسرائيل ترمي من خلال دفع الأمور في لبنان إلى ما يشبه «اللاحرب» و«اللاسلم»، إلى تحقيق هدفين:
الأول ممارسة الضغط الكبير على «حزب الله» لإجباره على الوصول إلى احد خيارين: أما الدخول في حرب تقضي على ما تبقى من أسس كيانه العسكري، أو الاستمرار في الاستنزاف وما يستتبع ذلك من أعباء يتحملها وانهيار الصورة التي رسمها لنفسه على مدى العقود الماضية. وهذا الأمر تغير بشكل كلي بدءا من «حرب الإسناد» لغزة قبل عامين، وصولا إلى اتفاق وقف إطلاق النار وما استتبع من عدوان يومي دون القدرة على الرد.
والهدف الثاني هو تعميم حالة عدم الاستقرار في لبنان من خلال توسيع دائرة الانقسام والخلاف السياسي الذي ينطلق من موضوع نزع سلاح «حزب الله» والفصائل الفلسطينية، لينسحب على القضايا الداخلية الأخرى، وما يتعلق منها بقيام الدولة. وقد يكون أبرز مظاهر هذا الانقسام حول قانون الانتخاب بما خص اقتراع المغتربين، والذي تصاعدت وتيرة المواقف بشأنه في الأيام الماضية، بما يوحي بأن الخلاف حوله ذاهب إلى نقطة اللاعودة.
غير ان المصادر ترى ان التسوية حاصلة وتطبخ على نار هادئة على الرغم من الضجيج الكبير حولها.
تحذيرات جدية ومعلومات عن ضربات تستهدف بشكل رئيسي معقل «الحزب» في الضاحية .





