رغم المشاركة القصيرة، خطف جوني صوما الأضواء في بطولة آسيا تحت 16 سنة بفضل موهبته الهجومية الاستثنائية، حيث أنهى البطولة كأفضل مسجّل تاريخيًا بمعدل مذهل بلغ 27.8 نقطة في المباراة الواحدة، مع نسبة نجاح عالية جدًا من الرميات الثلاثية بلغت 53%، وهو رقم يعكس دقة وإمكانات نادرة في هذا العمر.
صوما، الذي يشغل مركز شوتينغ غارد ويبلغ طوله 1.84 متر، يُعتبر من أبرز المواهب الصاعدة في كرة السلة اللبنانية، إذ لفت الأنظار إليه منذ سنوات بفضل موهبته التهديفية الفطرية، ما جعله يحظى بمتابعة واهتمام واسع من قبل المتابعين والمدربين.
اللافت أنّ جوني شارك العام الماضي مع منتخب لبنان تحت 18 سنة في بطولة آسيا التي أقيمت في الأردن، وكان يبلغ من العمر آنذاك 15 عامًا فقط، ليصبح من النادرين الذين خاضوا بطولة تحت 18 سنة قبل مشاركتهم في بطولة تحت 16 سنة، ما يعكس حجم الثقة الممنوحة له والموهبة الكبيرة التي يتمتع بها.
لبنان لطالما أنجب مواهب لامعة تركت بصمة في البطولات الآسيوية، وهو ما يتجلى بوضوح في هذه البطولة، حيث يضم سجلها ثلاثة أسماء لبنانية بارزة. فقد تصدّر جوني صوما القائمة هذا العام بإنجازه التاريخي، بينما كان سليم علاء الدين قد حقق في نسخة عام 2015 معدل 23.3 نقطة وضعه في المركز السادس، وأثبت نفسه لاحقًا في دوري الدرجة الأولى. كما برز في النسخة نفسها اللاعب كريم زينون بمعدل 22.3 نقطة ليحلّ في المركز الثالث عشر، وهو اليوم أحد أبرز اللاعبين في لبنان، حيث يمثّل نادي الرياضي والمنتخب الوطني الأول.
جوني صوما يُعتبر موهبة فريدة من نوعها، ومن دون شك ما زال الطريق أمامه طويلاً مليئًا بالتضحيات والعمل الجاد قبل أن يصل إلى القمم التي يحلم بها، لكن ما هو مؤكد في الوقت الحالي أنّ لبنان يملك لاعبًا استثنائيًا بكل ما للكلمة من معنى، قادرًا على أن يكون رمزًا لجيل جديد إذا ما وُضع في المسار الصحيح وتلقّى الرعاية اللازمة لموهبته النادرة.
ورغم أنّ صوما هو الاسم الأبرز في جيله حاليًا، إلّا أنّ لبنان يملك مجموعة من اللاعبين الصغار الذين يملكون إمكانات واعدة قد تجعلهم نجوماً في المستقبل إذا ما حصلوا على الاهتمام والرعاية اللازمين لتطوير قدراتهم.





