ينقسم مجلس النواب اللبناني إلى فسطاطين: جماعة الأخيار وجماعة الأشرار. وتضم جماعة الأخيار الطيبين باقة متنوعة من الشخصيات والأحزاب الوطنية: رئيس جمعية “رسالات” للفنون البصرية محمد رعد وإخوانه، رئيس حركة “أمل” نبيه بري ورسله الأربعة عشر وفي مقدمهم شيخ الواعظين داعية المحبة علي حسن خليل، ويضم معسكر الأخيار أيضًا رئيس كتلة المردة النيابية طوني بك وسائر أفراد كتلته وتيمور بك ومجلس قيادته ورئيس التيار الباسيلي الحر وتخته الشرقي، بوليت سيراكان ياغوبيان وتوأم روحها النقيب خلف، والقطب المتجمد الشمالي فيصل أفندي، وروّاد الاعتدال والمحبة والتوافق وممثل كيم جونغ أون في لبنان الرفيق الياس جرادة.
وتضم جماعة الأشرار نواب “الجمهورية القوية”، اللواء أشرف ريفي، المهندس فؤاد مخزومي، فتيان الكتائب الأربعة، نعمة فرام، ميشال معوض وعددًا من المستقلين والسياديين والتغيريين. وبين جماعة الأشرار وجماعة الأخيار هناك كتل تميل كيفما مال الهوى.
لا تستطيع أكثرية 67 نائبًا منتمية إلى الخط السيادي فعل شيء بإزاء تعنت الأستاذ ولو قدّمت 100 عريضة وألف اقتراح قانون معجّل مكرر. فيما 67 نائبًا مجموعين ومقسومين يمكنهم التشريع وتمرير ما شاء الأستاذ من مشاريع بالكيلو.
أوّل من أمس نجح صاحب البرلمان الأستاذ نبيه المتسلّط والمتسلّح بقوة الخير في استكمال جلسة 29 أيلول بنصاب الثلثين “وتلات حبات مسك” رافضًا طرح قانون تؤيده أكثرية النواب ورافضًا طرح قانون معجل مرسل من الحكومة فـ “الأمور المتعلقة بالانتخابات تعالج وفق الأصول” كما قال أصل الفهم في فسطاط الأخيار علي حسن خليل. وعلي الفهمان هو واحد من فرسان البرلمان مثله مثل جبران والبدر الولهان، والنبهان علي فياض.
تساءل المرجع الدستوري علي فياض وهو خارج من جلسة التشريع كيف يمكن أن يصوّت المغترب في بلد مثل ألمانيا (مثل المقيم) يعتبر “حزب الله” إرهابيًا؟ كأنما التصويت لنائب يمثل الإغتراب، وفق ما يطالب به “الثنائي” وحليفه جبران، ينزع الصفة الإرهابية عن ميليشيا “حزب الله” في ألمانيا وأميركا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وفي سياق منفصل هال فياض، وهو أحد ممثلي الميليشيا الدينية المتشددة في الندوة البرلمانية، تعرّض وزارة الخارجية لاجتياح المنطق الميليشياوي، على خلفية سلوك أوراق السفير الإيراني الجديد الطريق الصحيح وليس الطريق العسكري أو قبول رجي لقاء نظيره الإيراني في أرض محايدة. فياض من المنظرين الأخيار. أما وزير الخارجية يوسف رجي فيتبع سياسيًا الأشرار المقاطعين إدارة صاحب المكان للجلسات التشريعية للأسباب المعروفة. اشتاق اللبنانيون إلى وزير خارجية مستقل وسيادي وناضج و “منهنه” من طينة علي الشامي أو فوزي صلّوخ أو من وزن وزير خارجية القطرين وليد المعلّم.
بري صاحب المكان .





