عقد في المركز الكاثوليكي للاعلام مؤتمر صحافي اعلنت في خلاله ترتيبات اللقاء المسكوني وبين الاديان الذي سيقام مع البابا لاوون الرابع عشر، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين في الأول من كانون الأول المقبل في ساحة الشهداء، شارك فيه رئيس اللّجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان ومنسق اللقاء المطران مار متياس شارل مراد، رئيس اللّجنة الأسقفية للعمل المسكوني ومنسق اللقاء المطران يوسف سويف، مدير المركز الكاثوليكي المنسق الاعلامي الكنسي لزيارة البابا المونسنيور عبده ابو كسم، ميشلين أبي سمرا عن شركة “سوليدير” وعضو لجنة تنظيم اللقاء الاعلامية ليا عادل معماري.
بداية رحب ابو كسم بالحضور وقال: “نلتقي للمرة الثالثة في المركز الكاثوليكي للاعلام لإعلان التحضيرات القائمة لزيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان في 30 تشرين الثاني و1 و2 كانون الاول، واليوم نلتقي من اجل الاعلان عن برنامج اللقاء المسكوني وبين الاديان بدعم من شركة سوليدير لإقامة خيمة اللقاء المسيحي الإسلامي. هذا اللقاء يحمل في معانيه اهمية كبرى للبنان الرسالة الذي سماه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وفي غضون 27 عاما، هذه هي الزيارة الثالثة لقداسة الحبر الاعظم البابا لاوون الرابع عشر الى هذا البلد الصغير في مساحته والكبير في معانيه لبنان، الفريد في عيشه الواحد بين المسيحيين والمسلمين”.
أضاف: “ان ميزة لبنان ان يكون واحدا كما في شعار هذا اللقاء، بجميع اطيافه ومن خلال جميع ابنائه، ولو كانت هناك حروب في الماضي، نحن نتطلع دائما الى المحبة والسلام والرجاء ونواجه كل اشكال الشرور بعمل الخير والمحبة”.
وختم: “نحن ننتظر الضيف الكبير البابا لاوون الرابع عشر الذي يحمل كل ما يندرج تحت عنوان الزيارة “طوبى لفاعلي السلام”، ولذلك نقول له، نحن مسيحيين ومسلمين سنكون دائما ابناء للسلام وصانعي السلام”.
ثم تحدث المطران مراد عن اللقاء المسكوني فقال: “إن اللقاء المسيحي الإسلامي الذي سيُقام على شرف قداسة البابا في ساحة الشهداء في وسط بيروت، ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو فعل إيمان بالحوار، وإعلان رجاء بأن الكلمة الطيبة قادرة على أن تهزم الخوف، وأن اللقاء الصادق يستطيع أن يبني سلاماً حقيقياً لا يقوم على المصالح بل على الاحترام المتبادل والاعتراف بالكرامة الإنسانية. هذه الخبرة التاريخية، المتجذِّرة في رسالةٍ روحيةٍ خاصة، تجعل من لبنان مساحةً تتجسد فيها كلمات قداسة البابا وتتحقّق. ذلك أن الإسلام والمسيحيّة لا يدعوانِ إلى التسامح فحسب، بل إلى لقاءٍ صادقٍ وحقيقيٍ يقوم على الاحترام المتبادل، والإيمان بأن الاختلاف ليس تهديداً بل هو عطيةٌ من الله تهدف إلى بناء شركة إنسانية أعمق. ومن هنا تبقى هذه الخبرةُ بمثابة ميثاق روحي للعيش المشترك ودليلاً للطريق نحو السلام الأهلي في وطننا”.
وأشار الى انه “من خلال هذا اللقاء، نريد أن تظهر للعالم أن المسيحيين والمسلمين في لبنان، على اختلاف انتماءاتهم، يجتمعون على قيم وحدة الإيمان باللَّه والتمسك بالعدالة، والدفاع عن الإنسان. فالإيمان لا يُفرّق بين أبناء الله، بل يجمعهم حول الخير المشترك. غير أن الطريق لا يخلو من العقبات كمثل جراح الماضي والشكوك المتبادلة وتصاعد التطرّف، والأزمة الاجتماعية التي تهدد نسيجنا الوطني. ومن هنا يدعونا قداسة البابا إلى تجديد التزامنا بحوارٍ متجذّرٍ في الحقيقة، مغذّى بالصلاة وموجهٍ نحو الخير العام”.
وقال المطران سويف: “نلتقي اليوم على أعتاب حدث يحمل للكنيسة في لبنان وللوطن بأسره نَفَسًا جديدًا من الرجاء: الزيارة البابوية المرتقبة في الرابع عشر من هذا الشهر. ليست زيارة بروتوكولية، بل لقاء نعمة، يذكّرنا بأنّ الكنيسة، بكل عائلاتها، مدعوّة إلى السير معًا في روح واحدة، وإلى تجديد شهادتها في هذا الشرق الذي حمل اسم المسيح منذ أن نادت به أنطاكية أولًا.
ونحو شهادة مشتركة في لبنان، اعتبر أن “لبنان، بتعدديته وبغناه الروحي، هو أرض مهيّأة لمسكونية حيّة تُلهم العالم كله. والزيارة البابوية المرتقبة تأتي لتقول لنا: كونوا معًا نورًا وسط الظلمة، ورجاءً وسط الشك، وسلامًا وسط العاصفة. إنّ حضور الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية معًا ليس مشهدًا احتفاليًا، بل إعلانٌ أنّ المسيح هو الذي يجمع، وهو الذي يقود، وهو الذي يبارك هذه المسيرة”.
من جهتها أعربت أبي سمرا عن فخر شركة “سوليدير”، التي “كانت ولا تزال في صميم مشروع إعادة إحياء وسط بيروت، بأن تكون جزءاً من هذه اللحظة الاستثنائية، إذ تتولّى استضافة هذا اللقاء وتحضير فضائه العام بكل تفاصيله، لتستعيد ساحة الشهداء دورها الطبيعي كمساحة جامعة للتسامح والإيمان وقبول الآخر”.
بدورها، أشارت معماري الى ان “اللجنة المعنية بتنسيق هذا اللقاء سعت وبتوجيه من اللجنة المركزية في الفاتيكان جاهدة مع كل الفريق المعني واللجان، بتنظيم هذا اللقاء المسكوني الوطني على أرفع المستويات، وأن تشمل الدعوات قادة الطوائف المسيحية كافة، والمرجعيات الإسلامية الكبرى، إلى جانب الأشخاص الذين يهتمون بمسألة الحوار بين الأديان حصراً”.
المركز الكاثوليكي للإعلام أعلن ترتيبات اللقاء مع البابا في ساحة الشهداء .





