تتركّز الاهتمامات الأميركية والسعودية والتركية والإسرائيلية بعد غزة على سوريا وترتيب أوراقها وملفاتها، وسط دعم غير مسبوق لم تحظ به دمشق طوال عهودها في ظل معلومات عن إعطاء روسيا الدور الأساسي والفعال في الجنوب السوري والساحل والحسكة، مع دعم الرئيس أحمد الشرع في اجراءاته وتحديداً لجهة التطبيع والمفاوضات المباشرة مع إسرائيل بما يضمن وحدة الأراضي السورية مع استقلالية إدارية للاقليات، مقابل اتفاق امني يؤدي بطبيعة الحال الى التطبيع في ما بعد.
هذه اللوحة من التواصل الإسرائيلي – السوري المباشر تحظى بغطاء عربي ودولي وتمثل رسالة الى المسؤولين اللبنانيين لتخييرهم بين الدخول في المفاوضات المباشرة او بقاء الملف اللبناني على الرف طيلة المرحلة المقبلة.
وبانتظار موقف لبنان الرسمي فإن “الستاتيكو” القائم لن يتبدل خصوصاً لجهة استمرار القصف الإسرائيلي بين هبّة باردة وأخرى ساخنة حتى الانتخابات النيابية من غير تدحرجه الى حرب واسعة، وذلك بالتوازي مع تحوّل عمل لجنة وقف إطلاق النار الى عداد لتسجيل الخروقات الإسرائيلية ما ينعكس جموداً داخلياً يطال كل الملفات.
النائب السابق مصطفى علوش يؤكد لـ”المركزية” أن “مقبولية سوريا الجديدة بالتغيير هي التي تدفع الى هذا الاهتمام العربي والدولى بها بحيث باتت جزءا منه. الرئيس أحمد الشرع وحده صاحب السلطة والقرار على الأقل على الأرض هناك. بينما لبنان على حد قول الموفد توم براك دولة فاشلة لا تملك قراراها. عدا أنها تتقاسمه وحزب الله فهو يستوجب موافقة الرؤساء الثلاثة ومن ثم السلطتين التشريعية والتنفيذية. إضافة الى أن تركيبة لبنان السياسية والطائفية هي التي حالت وتحول دون تقدمه”.
ويتابع: “لا مانع ضمناً لدى حزب الله من التفاوض مع إسرائيل. هو وافق على القرار 1701 رغم ظلاميته وعلاته. وسابقاً على الترسيم البحري المخزي. لكن الخوف اليوم من تنصّله مجدداً من نتيجة المفاوضات اذا ما حصلت كما حال تعاطيه الدائم مع القرارات والاتفاقات. حزب الله لا يملك حرية مواقفه. هو جزء من ولاية الفقيه يتلقى أوامره من ايران. هنا الطامة والمشكلة. قبل فك ارتباطه الديني والعقائدي بطهران من الصعوبة التزامه بالقرار اللبناني. وبالتالي بناء الدولة كونه يشكل عائقاً كبيراً امام نهوضها”.
لماذا سبقت سوريا لبنان؟ .





