تحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن السلام مع لبنان. وبالحرف الواحد، قال نتنياهو: “انتصاراتنا على حزب الله وفّرت إمكانية لم تكن حتى في الخيال وهي إمكانية السلام مع جيراننا في الشمال”. هذا التصريح يأتي في وقت يتزايد فيه الحديث عن السلام في المنطقة وخصوصاً في لبنان بعد الحرب الأخيرة.
اللافت أنّ تصريح نتنياهو أتى بعد كلمة الرئيس جوزاف عون في القمة العربية في الدوحة، حيث قال إنّ لبنان جاهز للسلام الدائم والعادل في حال كانت إسرائيل مستعدة لذلك. فهل هي pass للبنان؟
يعتبر الكاتب والمحلّل السياسي جوني منيّر أنّ موضوع السلام الذي تطرحه إسرائيل هو من أجل الاستثمار السياسي الداخلي، وهو مطلب عالي السقف لقناعتها بأنه غير ممكن أن يتحقق.
ويتابع منيّر، في حديث لموقع mtv: “برأيي إسرائيل لا تريد السلام إنّما ما تريده هو ترتيبات أمنية مع لبنان وسوريا، لأنّها تعلم أن السلام يعني الذهاب إلى التطبيع، أي أنّها ستفتح الباب أمام بيئات معادية لها في لبنان وسوريا. فهذه البيئات نشأت وتربّت على العداء لإسرائيل، وبالتالي تحتاج إلى أجيال كي تتغير هذه الفكرة، إن تغيّرت”.
ماذا تريد إسرائيل إذاً؟
ما يريده الإسرائيلي هو حالة من عدم العداء واتفاقات أمنية، وفق منيّر. وهذا ما يظهر بوضوح في المفاوضات مع الرئيس السوري أحمد الشرع، حتى أنّ الأخير قال إنّ مسألة السلام طويلة وبعيدة وغير مطروحة.
إذاً، الإسرائيلي يريد الموضوع الأمني أكثر ما يريد السلام، إلا أنّه يستخدم السلام من أجل رفع السقف وللاستثمار الداخلي، خصوصاً أنّ المستوطنين في الشمال ينتمون إلى اليمين ويشكّلون القاعدة الشعبية لنتنياهو، يشرح منيّر، متابعاً: “الرئيس عون عندما قال ما قاله لأنّه يعلم أنّ إسرائيل لا تريد إقامة الدولتين. وبالتالي فهي غير موافقة على الشروط في مبادرة بيروت. ولذلك فإنّ لبنان يدرك ضمناً أنّ إسرائيل غير جادة في الحديث عن السلام”.
ويشدّد منيّر على أنّه “إذا كان المقصود بالسلام وقف الأعمال العسكرية، أي إذا كان المقصود السلام الأمني، فالجميع يسير به وهو مطروح اليوم على الطاولة بقوّة. لكن السلام بمعنى إقامة علاقات وتطبيع، فهذا أمر بعيد وإسرائيل لا تريده برأيي. وحتى ليس بقدرة لبنان أو حتى سوريا الذهاب باتجاهه”.





