لقاء ترامب-نتنياهو: سوريا في صلب التفاهمات فماذا عن لبنان؟

تترقب المنطقة لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ثلاثة ملفات أساسية ستتصدر النقاش، أولها الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة. ثانيها، الملف السوري والاهتمام الأميركي بالوصول إلى تفاهم أو اتفاق ترتيبات أمنية بين تل أبيب ودمشق. ثالثها، ملف إيران وحزب الله، وما يعني حكماً انعكاسه على نحوٍ مباشر على الوضع في لبنان، لا سيما في ظل المساعي التي تبذلها بيروت لأجل تفادي أي تصعيد ومواصلة الدولة اللبنانية العمل على تطبيق خطة حصر السلاح بيدها والانتقال إلى المرحلة الثانية منه. 

في إسرائيل وجهات نظر متعددة حول كيفية التعاطي مع لبنان، ولكن أبرزها ما يتقاطع مع وجهات نظر أميركية أيضاً، تنص على ضرورة منح فرصة للدولة اللبنانية لتعزيز وضعها، وفصل مسار التفاوض مع لبنان والسعي إلى تحسين العلاقات عن مسار التصعيد ضد حزب الله واستكمال توجيه ضربات ضد الحزب. من يؤيد في إسرائيل فكرة الوصول إلى تفاهمات مع لبنان هم أنفسهم الذين يؤيدون خيار الوصول إلى اتفاق مع سوريا على أن تكون هذه الاتفاقات بالنسبة للإسرائيليين ضامنة للأمن والاستقرار وأن الأميركيين هم الذين سيكونون الجهة الضامنة على مستوى لبنان وسوريا معاً. 

المؤشرات الأخرى التي ترد على مستويات ديبلوماسية هي أن إسرائيل تبدو مصممة على شن عملية عسكرية ضد إيران وحلفائها، ونتنياهو سيسعى إلى إقناع ترامب بهذا الخيار، ما يعني أن أي تصعيد عسكري سيكون له انعكاسه على لبنان وحزب الله الذي قد يكون مشمولاً بالضربات التي من غير المعروف حتى الآن حجمها، شكلها أو مستواها. في السياق برز تصريح للنائب عن حزب الله حسن فضل الله يقول فيه إن الحزب تلقى معلومات عن استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية ضد إيران والحزب معاً. 

في المقابل، هناك قناعة تتكون لدى الكثير من المعنيين في فلسطين، سوريا، ولبنان بأن إسرائيل وفي ظل حكومة نتنياهو لا تبدو أنها في وارد الوصول إلى اتفاقات أو ترتيبات أمنية، بل هي تفضل بقاء الوضع الأمني والعسكري على حاله وأن تبقى في حالة حرب وقادرة على التدخل في الدولة التي تريدها ساعة تشاء. إلا أن الولايات المتحدة الأميركية وبحسب المعلومات فهي تواصل ضغوطها على إسرائيل لوقف الحرب في غزة والوصول إلى اتفاق مع سوريا، وسط معلومات بأن ترامب سيضغط على نتنياهو لإنجاز الترتيبات الأمنية مع سوريا علماً ان الاتفاق كان جاهزاً في 25 أيلول الماضي، لكن نتنياهو هو الذي تمنّع عن توقيعه، في السياق، تشير المعلومات إلى أن هناك تفاهماً بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا على الاتفاق مع إسرائيل وآلياته، وتنتظر دمشق المزيد من الضغط الأميركي على تل أبيب. 

في حال تم الوصول إلى تفاهم أمني وترتيبات بين سوريا وإسرائيل، فإن ذلك سيشكل عبئاً ومزيداً من الضغط على لبنان، أولاً للإسراع في مسار سحب السلاح، وإلا فإن إسرائيل قد تطرح مبدأ المقايضة ما بين توقيع الاتفاق مع سوريا مقابل الحصول على ضوء أخضر أميركي لتوجيه عملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله أو ضد إيران. ومن بين الرسائل الأميركية التي يتم توجيهها لإسرائيل هي في أن مصلحتها تقوم على الاستقرار في سوريا طالما أن هناك اتفاق بينهما، أفضل من أن تبقى ساحة غير مستقرة. 

هناك من يعتبر أن مصلحة واشنطن هي في تعزيز الاستقرار في سوريا، والتقاطع مع الدور التركي، الخليجي في إطار مواجهة الصين، وتضغط واشنطن على إسرائيل لمنعها من الانخراط في أي مسار من شأنه أن يخرب هذه الاستراتيجية الأميركية، وسط محاولات لدى الأميركيين إلى إعادة خلق تفاهمات بين تل أبيب وأنقرة، بدلاً من استمرار التنافس القابل للتحول إلى صراع في أي لحظة. في السياق، يبرز دور روسيا أيضاً، والتي يسعى ترامب إلى إنهاء حربها مع أوكرانيا ولا يمانع أن تلعب موسكو أي دور في سوريا للحفاظ على الاستقرار وطالما أن هذا الدور لا يتعارض مع الاستراتيجية الأميركية. 

هنا لا يمكن فصل زيارة وزيري الخارجية والدفاع السوريين إلى موسكو حيث جرى البحث في ملفات أمنية وعسكرية عديدة تتعلق بالمساعدات التي يمكن أن تقدمها روسيا، لكن الأهم هو البحث في وضع الساحل السوري وأن تكون روسيا هي الضامن للاستقرار وعدم قيام أي تحرك معارض لدمشق، بينما طلبت روسيا من المسؤولين السوريين الإسراع في إنجاز بعض الملفات التي تسمح للعلويين بالعودة إلى العمل وعودة الضباط الذين لم يتورطوا بالدماء إلى مواقعهم. كما جرى البحث بوضع قوات سوريا الديمقراطية، وبحسب المعلومات فإن روسيا تؤيد وجهة نظر دمشق في الوصول إلى تفاهم ودمج هذه القوات تحت السلطة السورية، بالإضافة إلى البحث في الوضع في جنوب سوريا مع تشديد روسيا على “وحدة البلاد” واستعدادها لإعادة وضع نقاط عسكرية في جنوب سوريا فتلعب دوراً ضامناً لإسرائيل. 

عملياً، تجمع المصادر الديبلوماسية على أن هناك اتفاقاً أو تقاطعاً، بين أميركا، روسيا، ودول عربية وإقليمية على وحدة الأراضي السورية، وعلى إنهاء المجموعات المسلحة الخارجة عن نطاق سيطرة الدولة، وفي السياق جاءت التسريبات حول ما كان يعد في الساحل السوري أو في السويداء لإجهاض كل هذه التحركات ولرفع الغطاء عنها. بالإضافة إلى مواصلة الضغوط على دمشق وقسد للوصول إلى تفاهم، بينما من الواضح أن قسد تطالب بتعديلات دستورية تبدو مرفوضة من دمشق، وفيما يتم البحث بإمكانية تأجيل تطبيق اتفاق آذار، هناك من يبدي تخوفاً من الدخول في معركة عسكرية. 

لقاء ترامب-نتنياهو: سوريا في صلب التفاهمات فماذا عن لبنان؟ .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...