رغم إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كشفت مصادر لقناة سكاي نيوز البريطانية عن دعم إسرائيل لمجموعة من الميليشيات المحلية المعادية لحماس، التي تعمل على تنفيذ مشروع مشترك يهدف إلى الإطاحة بالحركة والسيطرة على القطاع. ويأتي هذا الدعم في ظل مناطق لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، وتحديدًا خلف ما يسمى بـ”الخط الأصفر”، الحدود المقررة لنشر القوات الإسرائيلية وفق اتفاقية وقف إطلاق النار.
تضم هذه الميليشيات، وفق التقرير، أربعة تشكيلات رئيسية، ويعتبر قادتها أنفسهم جزءًا من مشروع “غزة الجديدة”. وأوضح حسام الأسطل، زعيم إحدى هذه الميليشيات، أن المجموعة تعمل بالتنسيق مع زملائه ياسر أبو شباب، رامي حلس، وأشرف المنسي لتحقيق السيطرة الكاملة على القطاع، مؤكدًا أن الهدف هو توحيد هذه القوى تحت مظلة واحدة وتأسيس إدارة جديدة لغزة.
ويقع مقر ميليشيا الأسطل على طول الخط الأصفر، على بعد أقل من 700 متر من أقرب موقع للجيش الإسرائيلي، في منطقة كانت ضاحية خضراء لمدينة خان يونس، قبل أن تتحول إلى مزيج من الأنقاض والسواتر العسكرية. وذكرت مصادر سكاي نيوز أن الأسطل نشأ في هذه المنطقة، لكنه اضطر للفرار عام 2010 بعد أن طاردته حماس بسبب ارتباطه بجماعات مسلحة متحالفة مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
أمضى الأسطل 11 عامًا خارج غزة، عمل خلالها مع أجهزة الأمن الفلسطينية في مصر وماليزيا، قبل أن يعود إلى القطاع. وبعد عودته، اتهم بالمشاركة في اغتيال أحد عناصر حماس في ماليزيا عام 2018، وصدر بحقه حكم بالإعدام غيابيًا. ويقول الأسطل إنه تمكن من الفرار من السجن خلال الحرب، بعد أشهر من اعتقاله، مؤكدًا أن الهروب تم على خلفية غياب الرقابة الفعلية وإطلاق القصف الإسرائيلي على مواقع الاحتجاز.
ويشير التقرير إلى أن الأسلحة، بما فيها بنادق كلاشينكوف، يتم الحصول عليها من مقاتلين سابقين في حماس عبر السوق السوداء، بينما تُدخَل الذخائر والمركبات عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وهو المعبر ذاته الذي يستخدمه زعيم ميليشيا أخرى، ياسر أبو شباب.
ويكشف الأسطل أن الميليشيات تتلقى شحنات أسبوعية من المواد الأساسية لدعم المدنيين، بما في ذلك الطعام والشراب والمواد التعليمية والطبية لنحو ثلاثين أسرة، في حين يعاني باقي السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة حماس من نقص حاد في الإمدادات، حيث يقتصر غذاؤهم على العدس والمعكرونة.
وتعمل ميليشيات شمال غزة أيضًا بدعم إسرائيلي، وفق ما أكده قائد آخر، رامي حلس، حيث يتم التنسيق عبر مكتب التنسيق والارتباط الإقليمي، التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية ويضم مسؤولين فلسطينيين، ما يتيح توجيه الإمدادات بطريقة غير مباشرة. ومع ذلك، ينفي الأسطل أن يكون هناك تنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي في العمليات العسكرية، مؤكداً أن الغارات الإسرائيلية على مواقع حماس تمت بشكل مستقل.
وكانت خيمة الأسطل تعرضت في أبريل الماضي لقصف إسرائيلي أسفر عن مقتل ابنته نهاد، البالغة من العمر 22 عامًا، والتي كانت حاملًا في شهرها السابع، ما أثار جدلاً واسعًا حول طبيعة الضربات الإسرائيلية في غزة. ويقول الأسطل إن اللوم في الجرائم التي تقع ضد الأطفال والنساء لا يقع على إسرائيل، بل على حماس، التي تختبئ بين المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن هذه الميليشيات تتلقى أيضًا دعمًا خارجيًا، وأن مشروع “غزة الجديدة” الذي تعمل عليه يهدف إلى إقامة إدارة مستقلة في القطاع بعيدًا عن حماس، وهو ما أكده لاحقًا جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي السابق، الذي اقترح تقسيم غزة على طول الخط الأصفر ومنع توجيه أموال إعادة الإعمار إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات، فيما لم ترد حماس أو السلطة الفلسطينية أو منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية على طلبات سكاي نيوز للتعليق، لتبقى تفاصيل الدعم والتحركات العسكرية للميليشيات محاطة بالغموض والسرية.
غزة الجديدة: ميليشيات مدعومة إسرائيلياً تسعى لإزاحة حماس .




