سيناريو عمليات إسرائيلي داهم واستمهال أميركي… شروط التفاوض تحاصر لبنان والحزب يتفرج؟

لبنان أمام مرحلة حرجة وخطر داهم يهدد استقراره؟

كل المؤشرات تفيد بأن التصعيد الإسرائيلي سيبلغ مدى خطيراً خلال الفترة المقبلة، إذ توحي الأجواء بأن إسرائيل ستكثف ضرباتها ضد “حزب الله” وفق ما صدر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي قرر تكثيف الهجمات وتعزيز بنك الأهداف، زاعماً أن “حزب الله” يعمل على تعزيزِ قدراتِه العسكريّة بسرعةٍ تفوقُ قدرةَ الدولةِ اللبنانيّة وجيشِها. وما يعزز هذا الاحتمال هو الغارات والاستهدافات اليومية التي تنفذها إسرائيل ضد كوادر الحزب، فضلاً عن الحشود العسكرية على الحدود والتدريبات، بما يوحي بالقيام بعملية عسكرية.

 

التصعيد الإسرائيلي الواسع بات داهماً تدعمه أجواء دولية خصوصاً أميركية، تحت عنوان نزع سلاح “حزب الله”، من دون أن يعني ذلك الذهاب إلى حرب مفتوحة، إذ لا يبدو أن مسار المفاوضات الذي تقترحه واشنطن مفتوح، حيث المواقف توحي بوجود انسداد، لا تعمل أميركا على تذليله إسرائيلياً، والسبب في ذلك وفق مصادر ديبلوماسية أن إسرائيل تتقاطع مع الولايات المتحدة على نزع سلاح “حزب الله”، حيث عرض الإسرائيليون تقارير للأميركيين تزعم إعادة بناء الحزب لقوته، أرفقت بحملة إعلامية إسرائيلية لإقناعها بتوسيع العمليات، وذلك على الرغم من أن الأميركيين حاولوا عبر الموفدة مورغان أورتاغوس في زيارتها الأخيرة إلى إسرائيل إقناع حكومتها بالتفاوض، لكن تل أبيب رفضت تقديم تنازلات بهذا الخصوص.

 

يتبين أن التصعيد الإسرائيلي، هو لدفع لبنان إلى القبول بالتفاوض وفق الشروط الإسرائيلية. والأمر هنا متعلق بـ”حزب الله” تحديداً الذي رفع من سقف مواقفه في بيانه الأخير إلى الرؤساء الثلاثة رافضاً التفاوض. وبهذا الموقف يقطع الحزب الطريق على أي خطوة للدولة، ويرهن أي مبادرة بموافقته، ويجاهر أيضاً بأنه أعاد بناء قوته، لكنه لا يرد على الاغتيالات، ولا يدعم الدولة في جهودها لتحرير الأراضي المحتلة.

 

يبدو أيضاً أن لبنان الرسمي مربك لعجزه عن اتخاذ موقف موحد في ما يتعلق بالتفاوض وبالمسار الواجب سلوكه لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، فحتى الآن لم يصدر عن الحكومة أي قرار بالتفاوض غير المباشر مع إسرائيل أو صيغة أخرى، باستثناء ما أعلنه رئيس الجمهورية جوزف عون. وبما يتجاوز ما اتفق عليه حول “الميكانيزم” وتطعيمها بمدنيين، أو بتقنيين وفق ما يصر الرئيس نبيه بري، لا يظهر توافق بين الرؤساء حول التفاوض بصيغة أوسع، وهو ما تستغله إسرائيل لإقناع الأميركيين باستمرار الضغط على لبنان.

 

لكن واشنطن التي أعطت مهلة للبنان لإنجاز عملية سحب السلاح قبل نهاية السنة، لا تعارض التصعيد الإسرائيلي، إلا أنها تمنع إسرائيل من تحويله إلى حرب مفتوحة. ويبدو واضحاً أن الأميركيين يركزون على الملف الإيراني وارتباطه بالمنطقة ولبنان من خلال “حزب الله”، فالمهلة المطروحة لبنانياً هي بحسب المصادر مهلة أيضاً لإيران للموافقة على الشروط الأميركية للتفاوض، وإذا لم يحدث خرق، يمكن عندئذ فتح التصعيد على مصراعيه، علماً أن بيان “حزب الله” الأخير مرتبط أيضاً بما ستؤول إليه المفاوضات الإيرانية- الأميركية.
يجري الحديث عن سيناريوات تصعيد مختلفة، حيث تسعى إسرائيل إلى إقناع واشنطن بجدواها قبل انتهاء المهلة للبنان، ووفق المصادر قد تلجأ إسرائيل إلى شن غارات كثيفة وواسعة ضد “حزب الله”، لكن هناك خلاف داخل إسرائيل حول التوغل البري، باستثناء احتمال توسيع المنطقة الأمنية العازلة التي تريد إسرائيل فرضها كأمر واقع استباقاً لأي مفاوضات.

 

قد تكون وضعت سيناريوات للتصعيد الواسع قد يبدأ تنفيذها بعد زيارة البابا لاوون إلى لبنان، لكنها تحتاج إلى توفر ظروف أبرزها الموافقة الأميركية، ما لم يستجد تطور على المسار الإيراني، أو في لبنان، وما إذا كانت المبادرة المصرية التي تأتي بتنسيق مع واشنطن ستشق طريقها تجنباً لبقاء لبنان تحت النار. لكن لبنان أمام مرحلة حرجة وخطر داهم يهدد استقراره؟

سيناريو عمليات إسرائيلي داهم واستمهال أميركي… شروط التفاوض تحاصر لبنان والحزب يتفرج؟ .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...