ذكر موقع “Middle East Forum” الأميركي أن “المحللين الإيرانيين يقولون إن هناك حرب ذئاب في طهران، حيث ينقلب أهل النظام على بعضهم البعض في هجمات عامة غير مسبوقة، بل ويوجهون انتقادات مبطنة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. لقد وصل الصراع السياسي الداخلي والتبادلات بالأسماء إلى حد كبير لدرجة أن علي لاريجاني، أحد أكثر الشخصيات الموثوقة لدى خامنئي ورئيس البرلمان السابق، لجأ إلى موقع “اكس”، وهو منصة التواصل الاجتماعي المحظورة على المواطنين ولكن يستخدمها مسؤولو النظام بشكل روتيني للدعاية وتسوية الحسابات، وكتب: “لا يزال بعض القادة السياسيين في البلاد يعجزون عن إدراك حساسية وخطورة الوضع الراهن، ويميلون إلى الخلاف في ما بينهم بسهولة. هذه اللحظة تستدعي ضبط النفس وسعة الصدر”. وأضاف: “في ظل هذه الظروف، يجب أن نتجاوز خلافاتنا ونعمل على تعزيز الوحدة الوطنية”.
وبحسب الموقع، “رد بعض المواطنين العاديين بأن الجمهورية الإسلامية تواجه وضعا خطيرا وحساسا منذ تأسيسها في عام 1979، إلا أن السلطات لم توضح أبدا متى يكون النقد مناسبا. ويجادل محللون مستقلون بأن الصراع السياسي الدائر لا علاقة له بالنقاش السياسي الحقيقي، بل يتعلق ارتباطًا وثيقًا بالسلطة والسيطرة على الموارد الاقتصادية. ومنذ الحملة الجوية الإسرائيلية في حزيران 2025، اختفى خامنئي إلى حد كبير عن الأنظار، تاركًا الإيرانيين في حيرة من أمرهم بشأن من يدير البلاد فعليًا. وبدأت الانتقادات والاتهامات المتبادلة بعد هجمات حزيران، عندما ثبت عجز القوة العسكرية الإيرانية عن منع إسرائيل والولايات المتحدة من تدمير منشآتها النووية ودفاعاتها الجوية وأهدافها الاستراتيجية الأخرى. وفي تموز، انتقد الرئيس السابق حسن روحاني الحرس الثوري الإسلامي لضخّه أموالًا طائلة في برامج عسكرية غير فعّالة”.
وتابع الموقع، “ردّ كبار قادة الحرس الثوري، متهمين روحاني بخفض الإنفاق الدفاعي خلال فترة رئاسته التي استمرت ثماني سنوات، كما حثّ على اتباع سياسة خارجية أكثر توازناً، وانتقد روسيا لاتباعها نهجاً أنانياً وغير موثوق تجاه إيران. ودفعت تصريحات روحاني بشأن روسيا رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إلى انتقاده ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف. وفي الأول من تشرين الثاني 2025، صعّد المتحدث باسم البرلمان الإيراني المواجهة، واتهم عباس جودرزي روحاني بـ”إثارة الرأي العام وتقويض الوحدة الوطنية” وحث القضاء على التحرك ضد “تصريحات ظريف المعادية لروسيا”.
وأضاف الموقع، “همّش المتشددون المتحالفون مع الحرس الثوري الإسلامي دائرة روحاني وجبهة الإصلاح على مدار السنوات القليلة الماضية. وبحلول عام 2020، أي قبل عام كامل من انتهاء رئاسة روحاني، كانوا قد سيطروا بالفعل على البرلمان والساحة السياسية الأوسع من خلال انتخاباتٍ أُديرت بصرامة. لكن التنافس بين هذه الفصائل يعود إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، تحديداً إلى انتخاب محمود أحمدي نجاد في عام 2005 وصعود ما يسمى “الجبهة الثورية”.”
وبحسب الموقع، “هناك عاملان مترابطان يُحركان هذا الصراع المتصاعد: من سيتولى السلطة بعد وفاة خامنئي، وكيف يُمكن لكل فصيل حماية ثروته ونفوذه من انتقام منافسيه. في الحقيقة، يرى الجميع أن وقت خامنئي ينفد. ففي السادسة والثمانين من عمره، يبدو واهنًا وضعيفًا بشكل واضح بعد الهزيمة المُذلة في حزيران. ويعتمد معظم أعضاء النخبة السياسية على اقتصاد البلاد الفاسد القائم على المحسوبية. فعلى مدى ستة وأربعين عامًا، لم يعرفوا منافسة سياسية حقيقية ولا نظام سوق فعال. إنهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة للازدهار في بيئات ديمقراطية أو سوق حرة دون الثروات التي بنوها داخل إيران. إن المحسوبية التي خلقوها تُعاقب ريادة الأعمال وتُكافئ المطلعين بالاحتكارات والدعم”.
وتابع الموقع، “كشفت فضيحة مصرفية حديثة عن عمق هذا الفساد. ففي تشرين الأول، انهار بنك أيانده، الذي يديره مقربون من النظام، والذين اقترضوا لسنوات مبالغ طائلة من البنك المركزي لتمويل مشاريع مشبوهة. وبدلاً من تركه ينهار، استوعبه البنك المركزي، مما أثار جدلاً وطنياً محتدماً حول الفساد”.
وختم الموقع، “يجادل كثير من الإيرانيين بأن الفساد، أكثر من العقوبات الخارجية، أفقر الأمة، وهم مُحقون”.
تقرير أميركي يتحدث عن “حرب ذئاب” في طهران.. هذا ما كشفه .




