تسلّط حادثة دخول إسرائيلي إلى لبنان بجواز سفر أجنبي، الضوء على فشل أمني مزدوج، إذ تمكّن الاسرائيلي بيني وِكسلِر (وهو حريدي وصاحب وكالة سفر من القدس)، من اجتياز مطار رفيق الحريري الدولي دون أن تُكتشف هويته الحقيقية، ثم الوصول إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، إحدى أكثر المناطق خضوعًا لإجراءات أمنية مشدّدة من قبل “حزب الله”، ووصوله الى موقع استشهاد أمين عام الحزب حسن نصر الله.
ويتوزّع الفشل الأمني بين الأجهزة اللبنانية الرسمية المسؤولة عن أمن المطار، وأجهزة الحزب التي تشرف على مراقبة الضاحية ومداخلها.
ثغرة في مطار بيروت
دخل وِكسلِر إلى لبنان مستخدمًا جواز سفر أجنبيًّا، يُظهر مكان ولادته في “بئر السبع”، وتمكّن من المرور عبر المطار دون اعتراض يُذكر. هذا المعطى وحده يعكس خللًا في نظام التدقيق الأمني، فالمسألة لا تحتاج إلى كثير من التدقيق. فحين يدخل شخص وافد إلى المطار يحمل جواز سفر أجنبيًّا مذكورًا فيه أنّه من مواليد “بئر السبع”، تكون الفرضية الأولى أنّه إسرائيلي يحمل جواز سفر أجنبيًا!
اختراق في الضاحية الجنوبية
لم يتوقف الخرق عند حدود المطار، إذ امتدّ إلى الضاحية الجنوبية التي تُعدّ من أكثر المناطق مراقبة أمنيًا. هناك، تجوّل وِكسلِر بحرية ووصل إلى محيط الموقع الذي اغتيل فيه الأمين العام الراحل حسن نصر الله، دون أن يُكتشف أمره.
كما أصرّ خلال جولته على زيارة كنيس ماغين أبراهام في وسط العاصمة، حيث التقط صورًا ومقاطع مصوّرة أمام الكنيس، رغم أنّ هذه المنطقة تخضع لتدابير امنية استثنائية، ويتطلب الدخول اليها إذناً مسبق من القوى الأمنية اللبنانية قبل أي دخول أو تصوير. ويعد تمكّنه من الحصول على هذا الإذن، أو تجاوزه دون تدقيقٍ كافٍ، مؤشرًا إضافيًا على خلل مؤسسي في آليات الرقابة الرسمية.
أبعاد استخباراتية
تُظهر تفاصيل الحادثة أنّ ما جرى لا يمكن قراءته كمغامرة فردية فقط، بل كاختراق أمني قد يكون موجّهًا أو مستفيدًا من تراكم الإهمال والتراخي الأمني. وتزامنت هذه الزيارة مع تقارير ومزاعم إسرائيلية تحدثت عن وصول عناصر من الموساد إلى موقع اغتيال نصر الله في حارة حريك قبل اغتياله، مما يضيف بعدًا استخباراتيًا واضحًا، ويعزّز الشكوك حول تمكّن عناصر الموساد من الدخول إلى البلاد والخروج منها آمنين.
فشل أمني
واللافت أن ظهور وجود فشل أمني مزدوج في لبنان، أثار صدمة جمهور “حزب الله” الذي عبر عن دهشته مما حدث، وتحدث عن فشل رسمي في إجراءات الدولة على مستوى الموانئ الحدودية والتحركات الداخلية، والمؤسسات الأمنية، وفشل ميداني لدى حزب الله في حماية مناطقه التي يعتبرها الأكثر حساسية، وهو ما يشير إلى خلل خطير في البنية الأمنية، وإلى هشاشة التنسيق بين الجهات المسؤولة.
الوصول الإسرائيلي إلى عمق الضاحية يصدم الحزب: فشل أمني .




