نشر موقع “إرم نيوز” الإماراتي تقريراً جديداً تحدث فيه عن حصول اعتقالات داخل صفوف جماعة “الحوثي” في اليمن، وذلك بسبب الخروقات الإسرائيلية التي طالت عمق الجماعة.
وأدت تلك الاختراقات إلى مقتل رئيس هيئة الأركان، محمد عبدالكريم الغماري، وحصدت رؤوس قرابة نصف أعضاء حكومتهم وأصابت معظم المتبقين.
ونقل الموقع عن مصادر إسرائيلية وعسكرية يمنية قولها إن “عملية اغتيال الغماري أثارت موجة واسعة من الشكوك داخل الجماعة؛ ما انعكس بوضوح على سلوكها الأمني والاستخباري المتوتر، في محاولة لسدّ الثغرات وتلافي وقوع انكشافات أخرى”.
وتتمثّل ردة فعل الحوثيين المضطربة على مدى أسابيع، في حملات اعتقال متواصلة طالت موظفين أمميين وشخصيات سياسية واجتماعية، قبل أن تمتد مؤخراً إلى صفوف الجماعة نفسها.
وذكرت المصادر أن أجهزة استخبارات الحوثيين نفذت، الثلاثاء، حملة اعتقالات داخلية، استهدفت قيادات قريبة من دوائر صنع القرار، بينها ياسر الحوري، أمين سرّ “المجلس السياسي الأعلى” الذي يعدّ الهيئة التنفيذية العليا للحوثيين، إلى جانب شخصيات تنظيمية وعسكرية، خضعت لاحقًا لتحقيقات مكثّفة على خلفية الاشتباه بتورطها في تسريب معلومات حساسة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
وعقب ساعات من اعتقال الحوري، أقاله قيادة الحوثي من موقعه، وعيّنوا عضو مكتبهم السياسي، سليم المغلس خلفًا له، في خطوة ترى المصادر السياسية أنها “مؤشر على تصاعد الصراع الداخلي، الذي تستغلّه أجهزة الاستخبارات المحسوبة على جناح معيّن، لتصفية خصومتها مع الأطراف الأخرى في الجماعة”.
وأكدت المصادر العسكرية أن الجماعة الحوثية متجّهة حاليّاً إلى إحكام سيطرة نواتها العقائدية الصلبة على المشهد، بعد سنوات من “الانفتاح المحدود” على قوى غير مؤدلجة في العاصمة صنعاء.
وبحسبها، فإن الحوثيين يعتبرون شراكتهم السياسية خلال الفترة الماضية، نقطة ضعف أسهمت في زيادة فرص الانكشاف، وبالتالي يسعون الآن إلى ردم هذه الثغرة.
واستدلت المصادر بعدم إعادة تشكيل حكومة الحوثيين منذ الهجوم الإسرائيلي الذي أودى برئيسها أحمد الرهوي وتسعة من وزرائها في آب المنصرم، كمؤشر على نية الجماعة “التخلّص من شركائها الصوريين والتركيز على تكريس نفوذ التيار العقائدي، على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية”.
وأشارت إلى فرض الجماعة إجراءات وقيود أمنية صارمة على القيادات العقائدية العليا والعسكرية والأمنية والتعبوية، تحظر تحركاتها وأنشطتها واجتماعاتها، مع عدم الاعتماد على أجهزة الاتصال الحديثة بشكل تام.
وتشير المعلومات إلى استمرار توجّس الحوثيين من استخدام أجهزة الاتصال التكتيكية، وسط تزايد الشكوك حولها، باعتباره الأداة التي سهّلت وصول تل أبيب إلى الغماري.
وفي ظل تزايد حالة القلق والارتباك من خطوات إسرائيل المقبلة، عزلت الاحترازات الأمنية الجديدة قيادة الجماعة العليا عن الميدان، فيما فُوض القادة الميدانيون بـ”إعداد الخطط الإستراتيجية المواكبة للمستجدات، بالتعاون من أجهزة الاستخبارات”، طبقًا للمصادر.
اعتقالات وبلبلة كبيرة.. ماذا يجري في صفوف “الحوثيين”؟ .



