في المشهد السياسي اللبناني، بدأت أصوات تتردد حول احتمال تغير قيادة مجلس النواب بعد سنوات طويلة (اكثر من 32 سنة) من “احتكار” رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذا المنصب، فالسؤال المطروح الآن، هل حان الوقت لإحداث انقلاب سياسي داخل البيئة الشيعية؟
وفق مراقبين سياسيين، لا يبدو معروفا بعد من يمكن أن يحل مكان بري كرئيس لمجلس النواب بعد سنوات طويلة لادارته المجلس بحنكته المعهودة. لكن رغم ذلك، يرى هؤلاء أن الوقت قد حان لتقلب الطاولة وإتاحة فرصة لأغلبية جديدة لتغيير الواقع الراهن وإسقاط الهيمنة التقليدية على هذا المنصب.
من جهة اخرى، تشير التقديرات إلى أن الانتخابات النيابية المرتقبة في عام 2026 قد تعيد رسم خريطة التمثيل السياسي، لا سيما داخل “الثنائي الشيعي”، بل يتجاوز التأثير المحتمل ذلك إلى فتح المجال أمام وصول وجوه جديدة إلى الندوة البرلمانية، أبرزها حسن الحسيني، نجل الرئيس الراحل لمجلس النواب حسين الحسيني، أحد أبرز شخصيات اتفاق الطائف وصاحب الشرعية السياسية التاريخية.
وتؤكد مصادر رفيعة المستوى أن تداول اسم الحسيني لخلافة بري ليس مجرد طرح عابر، بل يعكس توجها لدى بعض القوى السياسية لإعادة إحياء رمزية “اتفاق الطائف” في الحياة السياسية اللبنانية، ويتم ذلك عبر الدفع بـ”وريث سياسي” من عائلة شيعية مرموقة وذات تاريخ وطني، في محاولة لإحداث توازن جديد داخل البيئة الشيعية بعيدا عن الثنائية التقليدية القائمة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وبحسب المصادر نفسها، فإن المشروع الانتخابي الجاري التخطيط له يُعد مدخلا سياسيا لإتاحة الظروف القانونية واللوجستية اللازمة لدعم مثل هذه الترشيحات، تحت شعارات توسيع التمثيل وتجديد الحياة النيابية، بما يخلق أرضية سياسية أكثر مرونة للخيارات المستقبلية داخل المجلس النيابي.
إنقلابٌ داخل البيئة الشيعيّة.. الحسيني سيخلف نبيه برّي؟ .



