تجهد السلطة اللبنانية للمضي في تنفيذ تعهداتها، ومواصلة الحملة الديبلوماسية للضغط على إسرائيل، بعدما بدا بوضوح ان «الخيار العسكري» الذي لطالما عول عليه «حزب الله» منفردا وبعيدا عن التشاور مع الدولة اللبنانية، لم يأت بنتيجة، بل جاءت أموره عكسية تماما.
وللغاية، يصر أركان الحكم وخصوصا الرئيس العماد جوزف عون على توفير الضمانات لجميع المكونات اللبنانية. ضمانات تقوم على ان الدولة اللبنانية وحدها حاضنة لهم، وتتكفل بالحفاظ على السيادة اللبنانية، بقواها الشرعية من مؤسسات أمنية في طليعتها الجيش اللبنانية وسائر القوى المسلحة.
ويشدد رئيس الجمهورية، وفقا لمعلومات خاصة بـ«الأنباء» على التواصل مع «الثنائي الشيعي» وتحديدا «حزب الله»، ويلاقيه في مسعاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتأمين أفضل تعاون من قبل الأخير مع قرارات السلطة السياسية، مع إدراك الجميع حساسية المرحلة الإقليمية، وضرورة الدفع بلبنان إلى المنطقة الآمنة بعيدا عن تلك الرمادية التي وضعه فيها «الحزب».
هذا الواقع المستجد خطف اهتمام اللبنانيين لترقب تداعيات هذا الاتفاق، والموقف من مسار الوضع اللبناني الذي يشهد جمودا في حركة الاتصالات والموفدين باتجاه لبنان. ورد مصدر ديبلوماسي على سؤال لـ«الأنباء» في هذا الشأن بالقول: «(الموفد) الفرنسي قال كلمته ومشى، وينتظر تطورا في الموقف السياسي يترجم ميدانيا في موضوع نزع السلاح. فيما التحرك الأميركي بعد مغادرة (السفيرة الاميركية) ليزا جونسون، وننتظر مطلع نوفمبر المقبل وصول السفير الجديد ميشال عيسى الذي تخلى عن جنسيته اللبنانية ليكون سفيرا للإدارة الأميركية، إضافة إلى فترة الإغلاق الحكومي في واشنطن، وبعدها يمكن تحريك الاتصالات بزخم قوي في ضوء المسار الجديد للوضع في المنطقة».
وأضاف المصدر: «من هنا وبعد الاتفاق على إنهاء حرب غزة، فإن الأنظار الإقليمية والدولية ستكون على الساحة اللبنانية لترابط الملفين في أكثر من مفصل. كما ان الشعار المطروح لنصرة غزة والقضية الفلسطينية لن تعود له أولوية، على الأقل عسكريا وان المطلوب الدعم الديبلوماسي من جهة، والانضواء تحت عباءة الدولة لحماية لبنان من الاطماع الإسرائيلية من جهة أخرى». مصدر ديبلوماسي عربي تحدث لـ«الأنباء» عن «أهمية ما يحصل عند الحدود اللبنانية ـ السورية». وأشاد بـ«التقدم الذي تحقق، تمهيدا لترسيمها مستقبلا تجنبا لأي إشكالات بين لبنان وسورية».
وإذ أكد المصدر الديبلوماسي أن «وضع الحدود بات أفضل بكثير في الأسابيع القليلة الماضية»، أشاد بـ«العمليات التي يقوم بها الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية لضبط الممنوعات إنتاجا وترويجا وإتجارا». وكشف عن «عمليات أمنية في هذا الإطار ستعلن عنها الأجهزة الأمنية اللبنانية في الأيام والأسابيع المقبلة»، مؤكدا أن «التعاون بين الأجهزة الأمنية في دول الخليج والأجهزة الأمنية والجمارك في لبنان أسهم كثيرا في الحد من التهريب، فضلا عن أن ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية سيساعد بدوره أكثر فأكثر».
كما أكد المصدر الديبلوماسي أن «تركيب أجهزة السكانر في غضون شهر في مرفأ بيروت، سيساهم أيضا في عملية ضبط إخراج الممنوعات من لبنان أو إدخالها اليه، وهذا أمر يبشر بالخير».
الموفد الفرنسي قال كلمته وينتظر تطوراً في الموقف السياسي يُترجَم ميدانياً .



