خاص – صبر واشنطن ينفد: إدارة مباشرة للملفّ اللبناني!

بينما يقترب موعد انتهاء السنة الأولى من ولاية دونالد ترامب، يريد الرئيس الأميركي أن يسرّع الحلول للملفّات المفتوحة التي تعهّد بإقفالها، ومنها إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وبعد التوصّل إلى اتّفاق حول غزّة، والتأكّد من حسن تطبيقه، لن يتأخّر البيت الأبيض في الانتقال إلى الموضوع اللبناني الساخن. وقد بدأت مؤشّرات ذلك تظهر بالفعل، من خلال الضغوط الكبيرة التي تمارسها واشنطن على المسؤولين اللبنانيين من أجل الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، والتوصّل إلى اتّفاق على غرار اتّفاق غزّة، يكون نزع السلاح هو الأولويّة فيه.

وفي الواقع، صبّ كلام الرئيس جوزف عون قبل أيّام في هذا الإطار، عندما أعلن أنّه “لا بدّ من التفاوض مع إسرائيل لحلّ المشاكل العالقة”، معتبراً أنّ “الجوّ اليوم هو جوّ تسويات، ولا بدّ من التفاوض”. وقد مهّد اتّفاقُ غزّة الطريق أمام الرئيس عون للتطرّق إلى هذا الموضوع،  بحيث إنّ التجربة حصلت في القطاع من أجل إنهاء الحرب، بعدما تبيّن أنّ “إسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة حماس لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار”.

وتبدو الإدارة الأميركية مصرّة على الدفع في طريق الحلّ على الخطّ اللبناني، عبر تفاوض يؤدّي إلى اتّفاق يتضمّن انسحاباً إسرائيلياً تدريجيّاً، شرط القيام بنزع سلاح “الحزب” بالتزامن. وإذا لم يتجاوب لبنان، فإنّ الولايات المتّحدة ستكون مضطرّة لمنح إسرائيل الضوء الأخضر من أجل تسعير الحرب من جديد، علّها تقنع “الحزب” ولبنان بالقبول بالتفاوض والاتّفاق على بنود أمنية وترسيم الحدود.

وسرت في الساعات الماضية أجواء توحي بالتجاوب من الجانب اللبناني، ولم تستبعد الموافقة على مفاوضات غير مباشرة حول الجوانب الأمنية. وأشارت التقارير إلى أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي لا يمانع في ذلك، خصوصاً أنّ مفاوضات سابقة جرت وأدّت إلى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وتشير المعلومات إلى أنّ لبنان تبلّغ بالعواقب المتوقّعة في حال رفضه الدخول في مفاوضات. واستناداً إلى نظريّة ترامب، فإنّ ما لا يُحلّ بالدبلوماسية يمكن حلّه باستخدام القوّة. والواضح أنّ لبنان الرسميّ يبذل جهداً لتجنيب البلاد مخاطر عودة الحرب الواسعة. وقد أوصلت إسرائيل الرسالة واضحة في قصفها العنيف والتدميري لآليّات وشركات مواد بناء وإسمنت في الجنوب في اليومين الماضيين. وها هي إسرائيل تبدأ اليوم تمريناً عسكريّاً على طول الحدود مع لبنان، في إشارة إضافية إلى استعدادها للقتال البرّي.

وتجري اتّصالات داخلية لمعرفة موقف “الحزب” من هذه الطروحات وما إذا كان سيتراجع عن موقفه المتشدّد، ويقبل بمبدأ التفاوض غير المباشر.

ولكن، الجديد في المشهد اليوم هو أنّ واشنطن تحوّلت من الاتّكال على اللبنانيين لحلّ مشكلة السلاح، إلى قرارها استلام المهمّة بنفسها وفي شكل مباشر. وكما ضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعه إلى القبول بوقف الحرب في غزّة، بشروط إسرائيل عمليّاً، فإنّه سيضغط اليوم على الجانبين اللبناني والإسرائيلي للدخول في المفاوضات. ولكن بنود الاتّفاق المحتمل ستكون لصالح إسرائيل أو لا تكون. وأوّلها سحب السلاح، ثمّ يحصل الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلّة، ويجري ترسيم الحدود البرّية، إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطّط لها أميركيّاً.

وستواكب واشنطن هذه الخطوات عن قرب، سواء من حيث العمل الدبلوماسي أو الضغط السياسي أو متابعة الوضع على الأرض. ولكن يكون مستبعداً طرح دخول قوّات متعدّدة الجنسيّات لضمان تطبيق الاتّفاق المحتمل، خصوصاً أن قوّات اليونيفيل ستبدأ العام المقبل الانسحاب من لبنان مع انتهاء مهمّتها.

خاص – صبر واشنطن ينفد: إدارة مباشرة للملفّ اللبناني! .

Search
Latest News
Loading

Signing-in 3 seconds...

Signing-up 3 seconds...