غيّب الموت النقابي والإعلامي اللبناني ياسر نعمة، أحد أبرز وجوه الصحافة والنقابة والعمل المقاوم منذ خمسينيات القرن الماضي. وُلد نعمة عام 1934، وتخرّج في كلية الصحافة في القاهرة عام 1954، ليبدأ مسيرة طويلة في الصحافة والمقاومة والنقابة، شارك خلالها في تأسيس جريدة “السفير” وكان من مؤسسي حركة القوميين العرب ومنظمة العمل الشيوعي، ولعب أدواراً مركزية في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

سُجن خلال ثورة 1958، وشارك في لقاءات سياسية هامة أبرزها مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1962، كما كلّف من قبل قيادات عربية عدة بمهمات بين لبنان وسوريا. شغل مناصب نقابية عدة أبرزها الأمين العام للاتحاد العمالي العام، وأسهم في توحيده وإعادة بنائه، وقاد أكبر تظاهرة نقابية في خضم الحرب الأهلية عام 1987.

لم يغادر بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وبقي صوتاً وطنياً داعماً للمقاومة. شارك في عشرات الهيئات النقابية والإعلامية والاجتماعية، وظلّ صادقاً لمبادئه، رافضاً استغلال منصبه لأي منفعة شخصية.

برحيله، يودّع لبنان وجهاً نقابياً وفكرياً ترك بصمة مميزة في كل محطة نضالية من تاريخ الوطن.

Share this post

Subscribe to our newsletter

Keep up with the latest blog posts by staying updated. No spamming: we promise.
By clicking Sign Up you’re confirming that you agree with our Terms and Conditions.

Related posts