محرَّمات المساس بسلاح “الحزب” سقطت؟
اعتراضات حزب الله على تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، لم تعد تجدي نفعاً، بعدما سقطت كل الشعارات المزيفة التي تلطى بها بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في العام الفين للاحتفاظ بسلاحه، بقوة الامر الواقع، وبعدما اشعل حربي تموز 2006، وحرب الاسناد لدعم حركة حماس، بعد عملية طوفان الاقصى، بقرار ايراني وبمعزل عن الحكومة والشعب اللبناني،وفشله في حماية لبنان وحماية نفسه، استنادا الى تبريرات احتفاظه بسلاحه غير الشرعي، وتسبب بتدمير قرى ومدن ومناطق باكملها، وبقتل وجرح مئات اللبنانيين وتهجبر مئات الالاف منهم، خارج مناطقهم وصولا الى العراق، وخسارة فادحة بالدورة الاقتصادية ومصالح اللبنانيين، والافظع من ذلك كله باستدراج اسرائيل لاعادة احتلال مناطق لبنانية كانت محررة.
اكثر من ذلك، يتحف الامين العام لحزب الله نعيم قاسم اللبنانيين، بمواقف تصعيدية والتهديد بردات فعل ساخنة بالشارع وغيره، لمنع موافقة الحكومة على قرار تسليم سلاحه للدولة، وتعطيل خططها بهذا الخصوص، كما فعل الحزب اكثر من مرة بالسابق، عارضا جدول أعمال مغاير، يقدم فيه الانسحاب الاسرائيلي الذي تسبب حزبه بحصوله، واطلاق عملية اعمار ما هدمته حرب المشاغلة التي شنها ضد اسرائيل، أولوية وقبل موافقة الحكومة على قرار تسليم السلاح، متجاهلا ان ما كان متاحاً قبل حرب الاسناد، لم يعد ممكناً حالياً، بعد موافقة الحزب على وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل تحت ضغط الغارات الجوية واستهداف مواقع وقيادات الحزب، واختلال موازين القوى لصالح اسرائيل، واصرار معظم اللبنانيين على قرار تسليم السلاح للدولة، كما الدول العربية والغربية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الاميركية.
كرر الامين العام للحزب تهديد اسرائيل بوابل من الصواريخ، اذا قامت بعدوان واسع على لبنان هذه المرة، ولكنه تجاهل الاعتداءات اليومية التي تستهدف كوادر الحزب وعناصره ومستودعات سلاحه، من دون ان يتم الرد عليها، في حين يبقى السؤال الاهم، لماذا لم يوجه الحزب هذه الصواريخ في حرب الإسناد، لتفادي النكبة التي تعرض لها في بنيته السياسية والعسكرية، ومكانته الإقليمية؟
خلال العقدين الماضيين، كانت المطالبة بنزع سلاح حزب الله، بعد تحرير الجنوب، وانتفاء وظائفه، تعتبر من المحرمات التي يقابلها الحزب بالاغتيالات التي طالت شخصيات ورموز سياسية ووطنية مهمة، كان معظمها يعتبر استمرار احتفاظ الحزب بسلاحه الايراني بعد التحرير، لم يعد مبررا، ويتسبب بمخاطر تهدد وحدة لبنان وامنه واستقراره وسيادته.
تغيرت موازين القوى هذه الايام، لغير صالح الحزب بعد حرب الاسناد ونتائجها الكارثية عليه واغتيال الامين العام حسن نصرالله، وبعدها سقوط نظام بشار الاسد مباشرة، وخسارة الحزب لحديقته الخلفية، وطريق امداده بالسلاح الايراني المعتاد عبر سوريا ، وأخيرا الضربة الاسرائيلية الاميركية ضد ايران، ونتائجها الكارثية، سياسيا وعسكريا عليه بشكل غبر مباشر، واصبحت محرمات المطالبة بنزع سلاح الحزب أو تسليمه للدولة، عديمة الفاعلية، وأساليب التهديد والترهيب التي مارسها الحزب ضد خصومه، عديمة الجدوى والتاثير، ومن الماضي أيضا.
اعتراضات حزب الله على تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، لم تعد تجدي نفعاً، بعدما سقطت كل الشعارات المزيفة التي تلطى بها بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في العام الفين للاحتفاظ بسلاحه، بقوة الامر الواقع، وبعدما اشعل حربي تموز 2006، وحرب الاسناد لدعم حركة حماس، بعد عملية طوفان الاقصى، بقرار ايراني وبمعزل عن الحكومة والشعب اللبناني،وفشله …
August 6, 20256:31 am