
في عام 2025، تواجه الصحة العامة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط مجموعة معقدة من التحديات والفرص. من مكافحة الأمراض المعدية إلى معالجة الصحة النفسية والقضايا البيئية، تعمل الحكومات والمنظمات على تحسين نتائج الصحة في المنطقة.
لبنان: ضغوط متزايدة على القطاع الصحي وسط الأزمة الاقتصادية
لا يزال القطاع الصحي في لبنان يعاني من تداعيات أزمته الاقتصادية الممتدة. تواجه المستشفيات نقصًا في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، مما يزيد من معاناة المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. المستشفيات العامة، التي تخدم جزءًا كبيرًا من السكان، تتعرض لضغوط هائلة مع تقليص المستشفيات الخاصة لخدماتها بسبب ارتفاع التكاليف.
تتدخل منظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية لتقديم الدعم. على سبيل المثال، يتم تنفيذ حملات تطعيم لمنع انتشار أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يتم إطلاق مبادرات للصحة النفسية لمعالجة حالات القلق والاكتئاب المتزايدة، التي تفاقمت بسبب عدم اليقين الاقتصادي والنزوح.
الصحة النفسية في الشرق الأوسط: كسر الوصمة الاجتماعية
في جميع أنحاء المنطقة، أصبحت الصحة النفسية محور اهتمام متزايد. في دول مثل الإمارات والسعودية والأردن، تستثمر الحكومات في حملات توعية بالصحة النفسية ومنشآت علاجية. ومع ذلك، لا تزال الوصمة الثقافية تمثل عائقًا أمام تلقي العلاج في العديد من المجتمعات الشرق أوسطية.
شهد لبنان أيضًا زيادة في الوعي بالصحة النفسية، مع تقديم منظمات مثل Embrace وIDRAAC خطوطًا ساخنة لمنع الانتحار وخدمات استشارية. تسهم الحملات التثقيفية في تطبيع النقاشات حول الصحة النفسية، خاصة بين الشباب.
مكافحة الأمراض المعدية
تظل منطقة الشرق الأوسط يقظة في السيطرة على الأمراض المعدية. مع التحركات السكانية واسعة النطاق بسبب الصراعات والأزمات، يظل خطر تفشي الأمراض مرتفعًا. أبلغت المخيمات السورية في لبنان والأردن عن حالات تفشٍ متفرقة لمرض السل والجرب، مما يبرز الحاجة إلى استمرار الوصول إلى الرعاية الصحية في هذه المناطق.
ترك جائحة COVID-19 تأثيرًا دائمًا، مما دفع الدول إلى تعزيز أنظمة مراقبة الأمراض. ويهدف التعاون الإقليمي، الذي تقوده منظمات مثل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (EMRO)، إلى تحسين معدلات التطعيم والسيطرة على انتشار أمراض مثل الكوليرا التي ظهرت مؤخرًا في لبنان.
الأمراض غير المعدية: مصدر قلق متزايد
تشهد الأمراض غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة ارتفاعًا في الشرق الأوسط، مدفوعة بأنماط حياة غير مستقرة، ووجبات غذائية غير صحية، والتدخين. يتمتع لبنان بمعدل تدخين من بين الأعلى في المنطقة، مما يزيد من عبء أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
تشمل الحملات الصحية العامة في دول مثل السعودية والإمارات قوانين مكافحة التدخين، وضرائب على السكر، وبرامج لياقة بدنية. شهد لبنان أيضًا جهودًا لتشجيع الإقلاع عن التدخين والتوعية بمخاطر الأمراض غير المعدية، رغم أن القيود المالية تحد من نطاق هذه البرامج.
الصحة البيئية: معالجة تلوث الهواء والمياه
تُعد الصحة البيئية قضية ملحة في الشرق الأوسط، حيث يؤثر تلوث الهواء ونقص المياه على ملايين الأشخاص. في لبنان، لا يزال التخلص غير السليم من النفايات وتلوث موارد المياه من القضايا الرئيسية. أبلغت المناطق الساحلية عن زيادة في حالات الأمراض المنقولة بالمياه بسبب التلوث.
تشمل المبادرات الإقليمية مثل “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي تقودها السعودية مكافحة تغير المناخ وتحسين جودة الهواء. رغم التحديات، يشارك لبنان في هذه الجهود لتعزيز إعادة التشجير وتقليل انبعاثات الكربون.
المضي قدمًا
تقف الصحة العامة في لبنان والشرق الأوسط عند مفترق طرق. ورغم استمرار التحديات الكبيرة، فإن التركيز المتزايد على الصحة النفسية، والسيطرة على الأمراض المعدية، والصحة البيئية يقدم أملًا في تحقيق نتائج أفضل. سيكون التعاون الأكبر بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية مفتاحًا لمعالجة احتياجات الصحة العامة الفريدة في المنطقة