شهدت السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا في تمكين المرأة في الشرق الأوسط، حيث تحطمت الحواجز التقليدية وأفسحت الطريق أمام تحقيق مساواة أكبر بين الجنسين. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في مصر، التي تجسد قوة المرأة في المناصب القيادية.
تحطيم الحواجز في الحكومة أصبحت الدكتورة رانيا المشاط رمزًا لتمكين المرأة عندما تم تعيينها وزيرة للسياحة في مصر عام 2018، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب. وجاءت قيادتها في وقت حرج لقطاع السياحة المصري الذي كان يتعافى من سنوات من عدم الاستقرار السياسي. ساعدت سياساتها المبتكرة وحملاتها التسويقية على إحياء القطاع، وجذب ملايين السياح واستعادة الثقة العالمية بمصر كوجهة سفر.
قيادة التغيير في التعاون الدولي في ديسمبر 2019، تم تعيين المشاط وزيرة للتعاون الدولي في مصر، حيث ركزت جهودها على الشراكات العالمية والتنمية المستدامة. تحت قيادتها، رسخت مصر مكانتها كمركز إقليمي للتعاون الدولي، وتأمين مليارات الدولارات من التمويل التنموي لقطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والرعاية الصحية والبنية التحتية.
تميز أسلوب قيادتها بالشفافية والشمولية. أطلقت رؤية “شراكات دولية من أجل التنمية” التي تركز على الناس، والمشاريع، والغرض، لربط التمويل الدولي بأهداف التنمية المستدامة لمصر. وقد حازت هذه المبادرة على إشادة من مؤسسات عالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
الدفاع عن المساواة بين الجنسين تعتبر الدكتورة المشاط أيضًا مدافعة قوية عن المساواة بين الجنسين في القيادة. وقد دعمت سياسات لتمكين المرأة في القوى العاملة، خاصة في القطاعات التي يسيطر عليها الرجال مثل المالية والسياسة. تشارك بفعالية في المنتديات الدولية لتسليط الضوء على أهمية قيادة المرأة، ملهمة جيلًا جديدًا من القائدات في مصر وخارجها.
الإنجازات والتكريم حصدت الدكتورة رانيا المشاط العديد من الجوائز على إنجازاتها، من بينها إدراجها ضمن قائمة فوربس لـ”أقوى نساء الشرق الأوسط” لعدة سنوات. وتعد نموذجًا يحتذى به للشابات، مما يثبت أن النوع الاجتماعي لا يجب أن يكون حاجزًا أمام القيادة.
نموذج للتغيير تظهر رحلة الدكتورة رانيا المشاط كيف يمكن للمرأة أن تزدهر في المناصب القيادية، حتى في المجتمعات التي كانت تقليديًا يسيطر عليها الرجال. إن نجاحها ليس فقط انتصارًا شخصيًا ولكنه أيضًا دليل على التحولات المجتمعية الأوسع نطاقًا التي تحدث في المنطقة، حيث تتولى المزيد من النساء أدوارًا مؤثرة في مختلف القطاعات.
من خلال قيادتها المبتكرة، والتزامها بالشفافية، وتركيزها على الاستدامة، أعادت المشاط تعريف القيادة في الشرق الأوسط. وتظل قصتها تذكيرًا قويًا بأنه عندما تُمنح المرأة الفرصة للقيادة، فإنها تقدم رؤى جديدة، وتحفز التقدم، وتلهم التغيير.