
لم نتقّبل الواقع يومًا، ولم نرد ان نكون وسط عالماً مليء بالضجيج، كانت تلك الاماكن المزدحمة تؤرقنا فنلجئ الى عالمنا الخاص هربا من الفوضى العارمة. عالم اغلقنا فيه على انفسنا لكنه فتح لنا باب الحرية على افكارنا، لا احد يسعف مكامن ضعفك ويفهم ما يدور في اعماقك، نحن فقط نعلم حقيقة انفسنا، لاننا لا نحتاج لمن يؤنس وحدتنا ويقوي ضعفنا، لذلك لم نجد حلا لهذا اللغز المتشابك الذي يجمع بين احاسيس وافكار. فنكتشف في الواقع ان ارواحنا يجب ان تحترق مئات المرات وتقع في احلك الاماكن لكي نضيء، فالسلو عن الاثم لا يكفي لمحوه، الندم وحده هو الذي يعلمنا كيف ننجو.
ان الكتب المتعلقة بالالم تجذبني لانها تساعدني على كيفية التحكم بالمشاعر لذلك كانت اقوى جاذبيتي لرواية عتبتة الالم التي جسدت بالمسلسل السوري الندم، كونه تحدث عن اكثر موضوع يعيشه المرء الندم، فبعد وصولنا لاكبر عتبة الم وخذلان من الاهل والاصدقاء وخاصة الحبيب، يبدا هذا الشعور بالتهامنا من الداخل قبل الخارج.
ان هذا العمل يحتوي على ثلاثة فروع اساسية هما:
الفرع الاول: تعريف العمل……
الفرع الثاني: مضمون الرواية……
الفرع الثالث: دوافع الاختيار:
من منا لم يشعر بالندم يوما؟ فهو اصعب شعور يصل اليه الانسان حيث يتعلق بأشياء فعلناها في الماضي واصبح من الصعب تغييرها لانها حدثت بالفعل، فهناك بعض الاشخاص الذين يتملكهم الندم فيقضي على طموحاتهم واحلامهم لا بل على حياتهم ويؤدي بهم الى مشاكل وازمات، وهناك البعض من يعتبره جزء من حياتنا الطبيعية، فلا يوجد شخص على وجه الارض لم يمر به، لأن الندم على الماضي يعني التعلم من أخطائه فلا عيب بأن يشعر الشخص بالأسف والحسرة على ما فاته، ولكن العيب في أن يبقى بهذه الحسرة وبهذا الشعور، لذلك يجب ان نفيق سريعاً لنتهيأ للمستقبل السريع الذي ينتظرنا ونترك وراء ظهرنا كل المشاعر السلبية، وتبقى ارادة الشخص ذاته هي التي تحدد ما اذا كان الندم سيسيطر على حياته ويجعله يقف في مكانٍ ما أو انه يستطيع أن يكمل بقوة أكثر ما دامت النفس قادرة على ان تتنفس وتحيا، فلو كان الندم قد سيطر على عروة لما كتب روايته “الندم”.